2009/10/27

ماذا تفعل عند الخوف والارتباك قبل الالقاء

ماذا تفعل عند الخوف والارتباك
في استبيان وجد أن 70 % من الناس يخافون عند مواجهة الجمهور ..فالخوف طبيعي ويمر به كل الناس حتى المحترفين ،فهذه الظاهرة يمكن التغلب عليها ..وهاك علاج الخوف : - يقول د. علي الحمادي : إذا كنت خائفاً لسبب أو لآخر .. فخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء .. ثم وجه نظرك لبعض الوقت فوق رؤوس الجمهورولا تنظر إلى أعينهمكما يمكنك أن تحدث نفسك إن الأمر هين ويسير ،وحاول كذلك أن تتصنع الابتسامة .. وقبل هذا وذاك .. استعن بالله وأسأله التيسير .
- افرك يدك قبل دخولك للجمهور . - إن قراءتك للخطبة عدة مرات .. يزيد ثقتك بنفسك مما يجعله يطرد الخوف عنك .
- وقد تخطئ في كلمة فلا ترتبك وأكمل فهذا طبيعي- وإن وجدت سخرية - ولا تجعلها حاجزيُحكى أن خالد بن عبد الله القسري من الخطباء المعروفينأجهدته الخطبة على المنبر فقال : ( أطعموني ماء ) فاتخذها الناس سخرية .. حتى قال فيه الشاعر : بل المنابر من خوف ومن هلع واستطعم الماء لما جد في الهرب:: حتى الخطباء المعروفون:: ,,,,يمكن,,,أن يخطئون

تعرف على سرعتك الإلقائية

تعرف على سرعتك الإلقائية

كيف تعرف سرعتك الالقائية ؟
مهم تنويع السرعة في الكلام فكل حسب موقفه مثل : 1
. تحتاج أن يكون كلامك بطيئا في المواضع التالية :
أ. الفكرة المعقدة
ب. الفكرة الجادة
ج. لنهاية النكتة
د. للاثارة .2
. وتحتاج أن يكون كلامك سريعا عند بداية النكتة .3
. تحتاج أن تقف عند تفاعل الجمهور ( ضحك – اندهاش ) . وهكذا الآن تعرّف على سرعتك الإلقائية ؟فإليك هذه الطريقة العملية : تعرف على سرعتك الإلقائية : -
خذ جزء من موضوعك أو خطبتك ثم القها بصوت واضح وكأنك أمام الجمهور وعلى عادتك ، وسجّل ذلك بجهاز التسجيل الصوتي .. ثم احسب عدد الكلمات التي قرأتها في الدقيقة ( واعلم أن المعدل الطبيعي 130 – 140 كلمة في الدقيقة وأعد التسجيل حتى تصل إلى هذا المعدل .
- يجب أن يكون مظهرك لائقا ومرتباً .. فلقد بوب البخاري في كتاب الخطبة بابا سماه (يلبس أحسن ما يجد) .
- نظرات الملقي .. وما أدراك ما نظراته ؟من المهم أن تنظر إلى جميع الحضور وأن تشعر كل واحد منهم وكأنك تتحدث له ثم انتقل عشوائيا بين الحضور بعينيك وتوقف بهما عند كل شخص لثلاث أو اربع ثوان ثم انتقل إلى غيره .
- ابتسم .. ابتسم .. ابتسم ..
- أما عن حركة اليدين فضعهما إلى جانبك فهو أفضل مكان لهما حتى تشعر أنك غير قادر على الاحتفاظ بهما فاجعلهما تتحركان بطبيعتهما .
- لا تُشر بإصبعك إلى الجمهور فهذا يجعلك تبدو ديكتاتوريا .
- لا ترفع يديك عن مستوى كتفيك .. إلا في مواضع معدودة .
- من الجميل والرائع إذا كان هناك تعداد لنقاط أن يقوم الملقي بعدها على أصابعه واحدة واحدة . فلها بالغ الأثر .
- من التجربة فإن الأفضل بأن يتحدث الملقي واقفا فهو ادعى لاتصاله أكثر بالجمهور .
- أما عن وقوف الملقي وتحركه فالأفضل الوقوف في مكان واحد والمشي للحاجة والتحرك بهدؤ نحو هدف معين .. أو لحاجة الموضع الذي وصلت إليه من الكلام بأن تتحرك فتحرك بما يقتضيه الحال .
- قف على كلتا رجليك .. ولا تقف على أحدهما دون الأخرى فهي ليست الوقفة الصحيحة المستقيمة للملقي .. ومن ناحية صحية فهي أيضا غير جيدة ..
- قف مستقيما وارفع رأسك .
- تفاعل مع حديثك بصوتك وحركاتك واجعله نابعاً من داخلك وليكن إيمانك به عظيماً حتى يؤثر في الآخرين .

مهارات وفنون إلقائية:

مهارات وفنون إلقائية:

- تذكر معي مرة أخرى أهمية إخلاص عملك هذا لله .. وأن الله سيوفق من أخلص له.

- لا تكن خطبتك بتراء أو شوهاء أو جذماء. فالبتراء : الخطبة التي لا تفتتح بالبسملة والحمد لله. والشوهاء : الخطبة التي تخلو من القرآن الكريم. والجذماء : الخطبة التي تخلو من الشهادة بعد الحمد. أذكر هدفك ولخصه وأعطي نبذة عامة عن الموضوع وتسلسل نقاطه.

- لجذب الجمهور وإثارتهم في البداية جرب أحد النقاط التالية في حديثك :

1- أذكر قصة مثيرة وغير معروفة.

2- اعرض صورة أو دعهم يشاهدون شيئاً.

3- أسال سؤالاً مثيراً غير واضح الإجابة ودعهم يفكرون في الجواب.

4- أذكر حقيقة أو بياناً مذهلاً أو اذكر إحصائية تدهش المستمعين.

- حاول أن تحفظ غيباً ما ستقوله في أول دقيقة فهذا يزرع ثقة المستمعين فيك من البداية ويشعرون أنهم بحاجة للاستفادة منك.

- يقول كارين كاليش ( إن لديك 30 ثانية إلى دقيقتين كي تستحوذ على انتباه الجمهور، والجمهور يكوّن عنك فكرة في هذه الفترة القصيرة ولهذا فأنت تحتاج إلى لفت أنظارهم والاستحواذ عليهم من اللحظة الأولى). إن من الخطأ الفادح .. واللبس الواضح .. الذي يقترفه الملقي في المقدمة الاعتذار بأن يقول ( أنا لست بالخطيب البارع.. ولا الملقي المتميز .. إنما أحرجني أحدهم لأتحدث أمامكم .. فليس لدي الجديد.. وإنما فقط للتذكير .. وعذراً إن أمللتكم في الدقائق القادمة).غفر الله لك أتقول هذا في المقدمة ثم تريد منهم التركيز معك أو أن يعيروك أي اهتمام ؟!! بعد هذه الافتتاحية السوداوية حتى وإن أبدعت في موضوعك وأتيت بكل جديد .. واستعملت كل فن في الخطابة والإلقاء .. فلن تغتفر لك هذه الزلة في فن الإلقاء طالما كنت تطمح للوصول إلى مراتب الخطباء والعظماء .. لأن القاعدة الحقيقية والواقع الميداني يحكيان أن المستمعين يتأثرون بالبداية ويعلق في أذهانهم الطابع الذي همس به الملقي في آذانهم وخاصة إذا كان يتحدث عن نفسه وهو أعلم بها ،و إن كان يقولها بعضهم من باب التواضع ولكن حقيقة ليس هذا موضعه فبهذه الكلمات تتزعزع ثقة المستمعين بالمتحدث .

- لا تقلد غيرك في صوته أو نظرته أو لبسه أو طريقة حركته ( ولا مانع من أن تستفيد من تميز الآخرين).

- اجعل حركتك طبيعية وتحدث وكأنك تتبادل الحديث مع صديق في الشارع ، ألست طبيعياً آنذاك ؟. إذن كن طبيعياً هنا.

- لا تقعر الكلام( وهي : الفصحى المبالغ بها ) ولا تتكلف استعمال أسلوب بلاغي أو سجعي فلن تبدو طبيعياً.

- إذا ذكرت معلومات أو إحصاءات غريبة وهي بالفعل صحيحة تماماً فلا تترك مجالاً للشك فيها بل أذكر أنك راجعتها مرتين مثلاً .

- مما يجعل الناس تتفاعل وتنجذب مع الملقي هو أن يتقن هذه المهارة الخفية التي قد تخفى على الكثير وهي :أن تجعل نفسك أحد هؤلاء المستمعين واجعل نفسك ليس كأي واحد منهم بل لتكن أنت المستمع المتفاعل من بينهم بحيث تظهر ما تتوقع داخل الجمهور تجاه كلامك بمعنى :أنك تفاعل تماماً مع كلامك فتغضب في حال الغضب وتظهر ذلك على قسمات وجهك ثم تتفاعل أخرى في حال الضحك فتتبسم وتضحك وهكذا في ثالثة تسخر في حال السخرية ،ولتكن جميع هذه التفاعلات التي تقدمها للجمهور واضحة من خلال نبرات صوتك

- خلال حديثك يمر بك كلمات هامة جداً وتشعر أنه من واجبك كشخص مخلص في أداء عمله وإيصال معلومته أن توضح للمستمعين أن هذه الكلمات مهمة ويجب التركيز عليها وفهمها جيداً .فماذا تُراك تفعل في مثل هذه اللحظات ؟إن أفضل وأنجح طريقة توصلك إلى أن يركّز الجمهور على مثل هذه الكلمات هو: أن تقلل من سرعتك الإلقائية ثم تضغط بصوتك على هذه الكلمات حتى لا تكاد أن تخرجها من مخارجها .. وفي تلك اللحظات فسترى جميع المستمعين مشدودين إليك تماماً .. جرّب وسترى ! وما دمنا أنني قد أفشيتُ لكم العديد من أسرار الإلقاء فأليك هذا السر أيضا ويسمى ( الوقفات السحرية ) هذا السر سهل جداً ولا يحتاج منك إلى أي مجهود . كيف يكون ذلك ؟ فالجواب هو ( أن تعلم كيف تستخدم قوة الصمت ولو لثوان ) وذلك بأن تكون منهمكاً في شرح موضوع معين مستخدماً في ذلك جميع قواك العقلية والحركية والكلامية ثم وفي لحظة مفاجئة تقف عن الكلام وتصمت لمدة خمس ثوان فقط .. فهذه اللحظات البسيطة تجعل الجميع مباشرة ينظر إليك .. فالنائم يستيقظ .. والسرحان ينتبه .. فيحسن بك أن تستغل انتباه الجميع بأن تذكر شيئاً مهماً لديك مادمت أنك قد أحسنت بأن جذبت الأنظار وقبلها العقول . - ولكن هناك وقفات مهمة لابد منها مثل عند انتهاءك من جزئية والانتقال إلى أخرى حتى تشعرهم بالانتقال إلى موضوع جديد ..وتذكر أن الوقفات الهامة تبدو لديك أطول مما تبدو للجمهور فلا تستعجل .. وإليك أوقات الوقفات الخمس للإلقاء الفعّال :

1- بعد البدء

2- قبل الكلام

3- قبل أن تسأل

4- قبل البدء الجديد

5- قبل (شكراً).

- هل تعلم أن : القط له أكثر من 100 صوت – وأن الكلب له عشرة أصوات فقط – وأن الزرافة ليس لديها حبال صوتية ...الخ الخطأ المتكرر والروتين القاتل هو الرتابة الصوتية لدى الملقي بحيث أنه يستمر على نبرة واحدة لا يغيرها إلا في النادر .. وذلك جلي وملاحظ يسمعه الطالب من أستاذه ويراه المستمع في خطيب الجمعة .. فمن المناسب لتجنب مثل هذه الرتابة أن تكثر من رفع صوتك وخفضه .. وأساس مهم في الإلقاء هو تغيير نبرات الصوت حسب ما يقتضيه الحال فمثلاً : عندما تحتاج أن تتحدث عن الغرور فيلزمك أن تضخم صوتك لأن حال الغرور يقتضي ذلك .... وغير ذلك من الأمثلة .

- أحذر و ابتعد عن استخدام بعض الكلمات المملة مثل : آه .. آه ، في الحقيقة ، بصراحة ، بالفعل ، كما تعلمون .

كيف تعد وتحضر موضوعاً ناجحاً ؟؟؟؟؟

كيف تعد وتحضر موضوعاً ناجحاً
* أمور مهمة في اختيار الموضوع:
1- قبل أن تبدأ في اختيار الموضوع أو كتابته ..صل ركعتين وادعُ الله أن يوفقك وأن يختار لك ما فيه الخيرفبيده التوفيق أولاً وآخرا .
2- أن يكون موضوعك مناسباً للتحدث فيه وكذلك مناسباً للحضور .
3- الإبداع والخروج عن المألوف مطلب مهم في كل موضوع يطرح.
4- عندما يكون موضوعك مصحوباً بروح التفاؤل يكون قبوله أحرى ويثير النفوس للعمل فروح التشاؤم تفرضها علينا ظروف هذا الزمن. 5- قبل أن تبدأ في عملية التحضير قم ببعض التمارين الرياضية ثم أجلس في مكان مناسب وتخلص من جميع ما يلهيك ثم ابدأ بالله مستعينا. 6- حاول أن تضع وقت البداية في التحضير وذلك بالقراءة في الموضوع وجمع الشواهد ووضع العناصر وتصنيفها وترتيبها وكذلك وقت النهاية من التحضير بحيث يصبح الموضوع جاهزاً في ذلك الوقت فإن لم تنته فيه لاستطرادات الموضوع وحاجته إلى البحث الأطول والأكثر فإنك إن شاء الله وان اضطررت لزيادة الوقت لإضافات فسيكون انتهائك قريب مما حددته مسبقاً لأن هذا من تجربة كثير من الناس أنهم لاينجزون إذا تركوا الوقت لأنفسهم مفتوحاً .
المفاتيح الست لاختيار العنوان الجذّاب
* العنوان الجذاب:
بعد تحديدك للموضوع الذي تود التحدث عنه ..فيجب أن تختار له عنواناً مناسباً وجذاباً وحتى يكون العنوان جذاباً تعلّم هذه الأسرار في اختيار عنوانك :-
1- اختر عنواناً تحدد من خلاله الفكرة الرئيسية للموضوع دون إبراز الفرعيات.
2- الأسلوب الاستفهامي يجلب التشويق دائماً مثل : (كيف تحضر موضوعاً ).
3- حاول أن لا يزيد عدد كلمات العنوان عن ( ثلاث كلمات ).
4- استخدم الأعداد في عنوانك فهي تجعله أكثر جمالاً مثل : (( خماسية النجاح)) واخبرك بسرّ آخر في اختيار الأعداد وهو إن الأعداد الفردية هي أكثر جاذبية واستثارة للسامعين.
5- اجعل العنوان هو آخر ما تكبته فاختياره أسهل آنذاك.
6- ابتعد عن العنوان الذي يكون مكرراً ومشهوراً واجعل فيه إبداعاً وحداثة .
مرحلة الإعداد:
تحضير الموضوع :
تذكر هذه القاعدة :
حدد الموضوع – حلل الجمهور – حدد الهدف – أبدع أفكاراً ..
1- اجمع المراجع واعرف ماهي الكتب التي تساعدك في تحضير موضوعك.
2- أقرأ وتمعن .. ثم انتق .. وحتى تجيد الانتقاء لا تترك الدرر التي تلقاها في طيات الكتب أو في الدوريات مثل الجرائد اليومية والمجلات …بل أجمعها وأقتبس منها وأجعل لها عنواناً.
3- رتب العناوين والمعلومات التي تريد طرحها.
4- سجل ملاحظتك الشخصية ووجهة نظرك ولا تعتمد فقد على أراء الآخرين وأفكارهم بل تذكر أن لك عقل مثلهم ويمكن أن تضيف وتعدل.
5- الاستشهاد يعطي الموضوع قوة والاستشهاد يكون بـ ( القرآن الكريم – السنة –القصص - الشعر – أقوال وحكم – إحصائيات – وغيرها) .
6- ابحث بجد عن آخر المعلومات وأحدث الإحصاءات ولا تعتمد على ما حضرته قبل عدة سنين.
7- من المسودة الأولى: اكتب كل الموضوع ولا تدقق ثم اطبعه على الكمبيوتر ليسهل تصحيح الأخطاء إن وجدت.
8- التعديل : اضف .. ألغ .. عدل .. ثم أعد الترتيب.
9- التدقيق : دقق اللغة وصحح الأخطاء اللغوية .
10- المراجعة النهائية : الق نظرة نهائية وتأكد أن كل شيء في مكانه الصحيح.
11- الاختصار النهائي: تأكد من طول الموضوع وأنه مناسب للوقت واختصر إن لزم الأمر
12- والآن تكون قد وصلت إلى مرحلة كتابة الموضوع ،
وإليك بعض النصائح :-
أ. حاول دائماً إذا كتبت أو حضرت موضوعاً أن تكتب جملاً كاملة ولا تكتفي بالترميز.
ب. أكتب فكرة واحدة لكل نقطة فرعية ثم لخصها بحيث لا تزيد عن سطر واحد.
ج. تذكر وأنت تكتب كل جملة أنها : ( ترتبط بالهدف .. أنها شيقة وممتعة .. وأنها ذات علاقة بالمستمعين .. وأنها جملة قصيرة )
د. تلطف وليكن كلامك مؤدباً ومراعياً لجميع الحضور.
هـ . أن تكون كلماتك سهلة ومعروفة. أعلم أن كل صفحة مكتوبة بالكامل تأخذ في المتوسط 3-4 دقائق عند الإلقاء.
و . وفي كتابتك النهائية للموضوع على أوراقك الخاصة
راعي التالي:
- اكتب بخط كبير.
- اترك فراغاً مناسباً بين السطور
- راجع الإملاء والقواعد النحوية.
- لا تنسَ ترقيم الصفحات.
- لا تدبس الأوراق ليسهل تحريكها أثناء الألقاء.
- ضع أوراقك في ملف حتى تبقى نظيفة ومرتبة.
- الأفضل أن لا تكتب المقدمة والخاتمة إلا بعد الانتهاء التام من الإعداد وحاول في مقدمتك أن تجذب الانتباه وتذكر هدفك ثم تعط فكرة عامة عن موضوعك ، وأما في الخاتمة فلخص ما ذكرته خلال كلامك وذكرهم بالأشياء العملية التي خلصت إليها حتى تبقى راسخة في أذهانهم.
- ضع نقطة رئيسية لكل 15 دقيقة.
- أربط حديثك بالموضوع الرئيسي.
- اكتب هدفك ولا تفترض أنك تعرفه.
- لا تحاول تغطية كل الموضوع ..الغ الممل أو البديهي واختصر المقدمات.
- تذكر … أن الخطبة جيدة التنظيم هي نتاج عقل منظم.
- لا تكتب أي كلمة إلا وستضطر إلى قراءتها.
- حدد هدفك قبل جمع المعلومات.
- حضر .. وحضر .. وحضر .. القاعدة : ( عشرة ساعات تحضير لكل ساعة حديث )
وبعد انتهاءك من التحضيرتأكد من التالي:-
* اطبع الموضوع راجع طباعته وتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والإملائية ووجود الفقرات والفواصل في أماكنها المناسبة.
* راجع مرة أو مرتين وثلاث ولا تمل وتأكد من تغطية الموضوع.
* قدر الوقت بحيث لا يتجاوز المدة الكلية للحديث.
* وأخيراً ..تأكد من المضمون – التنظيم – الأسلوب- اللغة – القواعد النحوية.

صفات الخطيب المتميز

صفات الخطيب المتميز:-
1- ثقافة الخطيب:
وذلك بالإطلاع الجيد على علوم القرآن والسنة والمعرفة بفنه الذي يتحدث فيه ..وإلا كان مناقضاً لنفسه فسيتضح ذلك للناس سريعاً .. وكما قيل : (كل إناء بما فيه ينضح ) فالخطيب المميز هو أولاً شخص مميز في ذاته ..فارفع من ثقافتك وحسن من أدائك وكن جاداً في إنجازك.
2- موافقة القول للعمل :
وذلك بالصدق في حديثه وعاطفته ..وصدقه في علاقته مع ربه وتطبيقه لما يقول. (( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون .. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)). وكما في الحديث المتفق عليه (( يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور في الرحا .. فيجتمع إليه أهل النار ..فيقولون : مالك يا فلان ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.؟ فيقول بل كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه)). يا أيهـا الـرجـل المعـلم غـيـره هـلا لنفسك كان ذا التعلـيم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيـما يصح به وأنت سقيـم
3- دراسة علوم اللغة:
فلا يحسن بالخطيب أن يجعل المرفوع منصوباً والمنصوب مجروراً .. و المجرور مرفوعاً .. هذا بما يتعلق بالنحو .. وكذلك إلمامه الجيد بالتراكيب اللفظية ..وعلوم المعاني .. وإمتلاك مهارة لغوية تبنى لديه معجم واسع من المفردات .. يزوده بقدرة فائقة على التعبير عن المعنى بأروع طريقة وأبدع أداء.
4- الثقة بالنفس :
عندما يكون الخطيب رابط الجأش لا شك أنه سيكون أكثر وصولاً إلى قلوب وعقول الجمهور ..وكذلك يبدع أكثر فيما يريد إيصاله من رسالة.
5- الأمانة العلمية :
عزو المعلومات إلى المصادر والمراجع فهذه أمانة أمام الله سبحانه تعالى .

2009/10/25

فن الخطابة

فن الخطابة
تعريف الخطابة :
وضع العلماء عدة تعريفات للخطابة :
يقول ( أرسطو ) : هي القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل .
ويقول ( ابن رشد ) : هي قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأشياء المفردة .
وعرفها جماعة من الحكماء والمناطقة بقولهم : القياس المؤلف من المظنونات أو المقبولات لترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم أو معادهم .
ولعل أجمع تعريف للخطابة إنها فن مشافهة الجمهور .
أهمية الخطابة :
 وسيلة للدعوة إلى الله وتعميق التعاليم والمبادئ وبث المثل والمعاني .
 وسيلة من وسائل الدعوة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
 تغذية الروح وطرح الجفاف النفسي والذهني الذي يُنشئ القلق والحيرة والأنهيار وتخفيف غلواء المادية وشرورها وسيطرتها على الأنسإن .
 تغذية الشعور وإثارة الحماس وبعث الهمم .
خصائص الخطابة :
1. تعتمد على المنطق والحجة وأقوال الحكماء والحوادث المنقولة عن ثقة ؛ والأخبار المروية عن حكيم أو عظيم مصدق عند الناس .
2. وضوح العبارة .
3. قد يستعمل فيها الأسلوب القصصي .
4. مراعاة المقام ومقتضى الحال .
5. إنها أقدر من الشعر على الإقناع .
أقسام الخطابة :•
الخطابة الدينية الخطابة السياسية الخطابة القضائية الخطب العسكرية خطب المحافل
كيفية تكوين الخطبة وإعدادها :
للخطبة أصول معينة يجب مراعاتها عندما يريد الأنسإن إبلاغ أمر من الأمور أو شرح فكرة . تتلخص فيما يلي : اختيار الموضوع - تجميع العناصر - استحضار الأدلة
عوامل يجب إن تُراعى لقوة الموضوع :
وحدة الموضوع – ترتيب العناصر والتسلسل من عنصر إلى آخر – ذكر الأدلة التي تؤيد العناصر وتخدم الفكرة الأساسية
صفات الخطيب : قوة الذاكرة – سعة المعارف – قوة الملاحظة – حضور البديهة – رباطة الجأش والثقة بالنفس – قوة الشخصية – قوة الحماس والعاطفة – المشاركة الأخوية – الصبر والثبات والاحتساب – طلاقة السان – التجمل في المظهر والملبس – القدرة على مراعاة مقتضى الحال .
أولاً : إعداد الموضوع والتحضير للخطبة
أ - أسلوب التدرج ب - زيادة الفاعلية
ثإنياً : أساليب الإلقاء
- جوإنب مهمة
أ - الممارسة ب - حركات الجسم والصوت والاتصال البصري ج - التوقف عن الحديث د - شخصية المتحدث
ثالثاً: فترة الأسئلة والأجوبة :
الفرصة والتحدي
ضوابط الخطابة الجيدة
 تحديد عناصر الخطبة الجيدة.
 معرفة كيف تعالج نقاط الضعف في إلقائك.
 إلقاء خطبة فعّالة.
 نقد خطب غيرك وتقويمها.
التحدث إلى الناس أصدقاء كأنوا أم أعداءً هو أحد المهام القيادية الرئيسية. ويختلف الهدف من التحدث إلى الجماعات من توصيل المعلومات إلى محأولة تغيير الآراء إلى استنهاض الهمم والحث على العمل. وهناك مبادئ أساسية لتحضير كلمة أو حديث للإلقاء أمام مجموعة من الناس تصلح لمختلف المواقف والأوضاع، وهذا ما سنعرض لمناقشته في ما يلي:
أولاً: إعداد الموضوع والتحضير للخطبة أ - أسلوب التدرج 1 - اعتبارات تمهيدية (أ) إعرف مستمعيك أول خطوة في التخطيط للخطبة هي معرفة جمهور المستمعين. فعليك مثلاً إن تعي طبيعة المجموعة التي - ستتحدث إليها والقضايا التي تهم الحاضرين، ومن تحدث إليهم قبلك، وما مواقف المستمعين تجاه موضوع الحديث. كما ينبغي التعرف على أي عناصر مشاكسة موجودة بين الحاضرين والعناصر « الصديقة » أو المتعاطفة مع آراء المتحدث. (ب) أكّد مصداقيتك يستجيب الجمهور المستمع للمتحدث إذا اقتنع بمصداقيته. ولتأكيد هذه المصداقية فإن على المتحدث إن يكون على دراية تامة بالموضوع الذي يتنأوله، وإن يكون بإمكأن مستمعيه إن يصدقوه فيما يطرح من أفكار، وإن تكسبه تصرفاته حب الجمهور وإقباله عليه.
2 - إعداد الخطبة :(أ) حدَّد الموضوع : اختر الموضوع المناسب لخطبتك وحدد عنوإنه وعناصره بدقة، وضع خطة شاملة، مستحضراً الأسباب التي تجعلك تعتقد بإن هذه القضية هامة للمستمعين مبيناً ضرورة طرحها أمام الرأي العام، مع توضيح مرامي الخطبة. ( ب ) حلّل الموضوع: اشرح الخلفية التاريخية وإذكر دروس الماضي وضع الموضوع في إطاره العملي والواقعي. من إنجع الوسائل ترتيب المادة حسب المواضيع وليس على أساس زمني أو تاريخي، كما إنه من المهم إن يعي الجمهور بوضوح لمإذا أصبحت هذه القضية هامة في هذا الوقت خاصة. (ج) عرض الأمثلة: اضرب أمثلة محددة إذا توافرت، من الماضي الإسلامي وغير الإسلامي، أو قصصاً تصويرية أو لُغزاً أو شعاراً، وناقش ما اقترح من حلول لوقائع تاريخية مشابهة وما حققته تلك الحلول من نجاح أو إخفاق. امّا إذا كانت القضية جديدة تماماً فناقش أوجه الشبه أو التباين بينها وبين حالات سابقة. (د) شخّص المشكلة واقترح الحلول: ابدأ بتشخيص المشكلة بشكل إبداعي مستشهداً بالأيات القرإنية التي تعين في البحث عن الحل، وارجع إلى السنّة الشريفة لمزيد من التوضيح. افحص إمكأن تطبيق المبادئ القرإنية في واقع المسلمين اليوم، وخذ في حسابك ما طرح من اجتهادات في تفسيرها كمحأولة للتوصل إلى الحل، وقدم اقتراحات لحلول جديدة في إطار مقاصد الشريعة الغرّاء حين لا توجد النصوص المباشرة في القضية محل البحث. (هـ) الخاتمة : هناك فرعإن للخاتمة أحدهما علمي منهجي، والثإني تربوي، يشتمل الأول على:  تلخيص أساسيات الموضوع في نقاط محددة لا تتجأوز الخمس كي يسهل استيعابها واستذكارها.  أهم النتائج العلمية والعملية التي تمخضت عنها الخطبة.  فتح آفاق جدية للبحث والتأمل. أما الثإني التربوي فهو إن تختتم حديثك بثلاث نقاط:  التواضع وهو تاج الحكمة والاعتراف بقصور العلم البشري مهما اتسع.  التفاؤل والتأكيد على إن الله سبحإنه وتعالى قد جعل لكل شيء سبباً ولكل داء دواء وإن الأمة قادرة على اكتشاف تلك الأسباب والأدوية وإقامة مجتمع أفضل.  التقدم بالشكر والتحية للمنظمين وللمستمعين. تذكر إن الحديث الجيد هو الذي يبدأ بمقدمة وافية تضع الموضوع في إطاره الصحيح وتساعد المستمع على الفهم والاستيعاب، ثم ينأول نقاط الموضوع الرئيسة بدقّة، مع عرض الاستنتاجات والنتائج في خلاصة أخيرة تنتهي في الزمن المحدد للكلمة، فالالتزام بالوقت أمر هام، ويجب الحرص على إلقاء الكلمة بكاملها مع الاختصار كلما دعت الضرورة.

2009/10/24

ووترجيت

ريتشارد نيكسون

ووترجيت

ووترجيت اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة. وقد انطوت تلك الفضيحة على العديد من الأعمال غير المشروعة، كان الغرض منها مساعدة الرئيس ريتشارد نيكسون على الفوز بإعادة انتخابه عام 1972م. وقد أسفرت ووترجيت عن استقالة نيكسون من الرئاسة عام 1974م.
تختلف ووترجيت عن معظم ما سبقها من فضائح سياسية، حيث لم تؤد فيها الأطماع الشخصية -على مايبدو ـ دورًا مهما. إنما كانت ووترجيت بمثابة ضربة سددت لواحدة من أهم دعائم الديمقراطية، ألا وهي حرية ونزاهة الانتخابات.
وتضمنت أعمال ووترجيت التنصُّت على المكالمات الهاتفية وانتهاك العديد من قوانين تمويل الانتخابات، وأعمال التخريب والإعاقة، ومحاولة استغلال مصالح حكومية للإضرار بالخصوم السياسيين. وانصبَّت الفضيحة على محاولة التستر على كثير من تلك الأفعال. وقد وُجه الاتهام لنحو 40 شخصًا لارتكابهم جرائم متعلقة بالفضيحة نفسها أو جرائم ذات صلة بها. واعترف معظم هؤلاء بجرائمهم، أو أدانتهم هيئات المحلفين.
وفاق عدد كبار موظفي الحكومة المتورطين في ووترجيت عدد المتورطين في أي فضيحة سياسية سابقة. وفي عام 1975م أسفرت التحقيقات عن إدانة المدعي العام الأسبق جون ميتشيل واثنين من كبار معاوني نيكسون هما جون إرليكمان و هـ. هولدمان لارتكابهما جرائم يحاسب عليها القانون. وفي نفس العام، اعترف وزير التجارة الأسبق موريس ستانس مدير حملة إعادة انتخاب نيكسون بارتكابه الجرائم المتهم بها في قضية ووترجيت، وحُكم عليه بغرامة قدرها 5,000 دولار أمريكي. وأسفرت القضية أيضًا عن استقالة المدعي العام ريتشارد كلايندنست عام 1973م.
الاقتحام والتستر. أخذت الفضيحة تسميتها من اسم مجمع ووترجيت السكاني والتجاري الكائن في واشنطن العاصمة. وفي يوم 17 يونيو 1972م، قبض رجال الشرطة على خمسة رجال بتهمة اقتحام مقر الحزب الديمقراطي في مجمع ووترجيت. وكان من بين المقبوض عليهم جيمس مكورد الأصغر، منسق الأمن في لجنة إعادة انتخاب نيكسون. ووجه الاتهام للرجال الخمسة لارتكابهم عددًا من الجرائم، منها الاقتحام بغرض السرقة والتصنت على المكالمات الهاتفية. وفي يناير 1973م، اعترف خمسة أشخاص من بين المتهمين السبعة منهم هَنت أنهم مذنبون، بينما أدانت هيئة المحلَّفين الاثنين الآخرين وهما لدي ومكورد.
وكان سكرتير نيكسون الصحفي قد أعلن مراراً أنه ما من عضو من أعضاء هيئة موظفي البيت الأبيض متورط في الفضيحة. ولكن الصحافة وجدت الدليل على أن بعض معاوني الرئيس في البيت الأبيض كانوا قد قاموا بتمويل عمليات تخريب وتجسس ضد المتقدمين للترشيح لمنصب الرئاسة من قبل الحزب الديمقراطي لعام 1972م. وقد تزعَّم التحقيق في الموضوع اثنان من مراسلي صحيفة الواشنطن بوست هما كارل برْنستين وبوب ووُدْوارد.
وفي أوائل عام 1973م ظهرت أدلة تربط بين عدد من كبار رجال البيت الأبيض وخُطَط اقتحام مبنى ووترجيت، أو بينهم وبين محاولة إخفاء أدلة تثبت تورط بعض أعضاء إدارة الرئيس نيكسون في الموضوع. وكانت الأدلة تشير إلى أن بعض المسؤولين في البيت الأبيض قد حاولوا توريط هيئة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في عملية التستر، بزعم أن الموضوع متعلق بالأمن القومي.
وفي 30 أبريل عام 1973م قرر نيكسون أنه لا علاقة له بالتخطيط لعملية اقتحام مبنى ووترجيت أو التستر عليها، ووعد أن وزارة العدل سوف تُعين وكيل نيابة خاصا لتولي القضية. وفي شهر مايو عُين لتولي هذا المنصب أرشيبالد كوكس الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة هارفارد. وفي شهر مايو أيضًا بدأت لجنة مجلس الشيوخ المختارة لبحث نشاطات حملة الانتخابات الرئاسية، وبدأت جلسات الاستماع حول قضية ووترجيت. وصار جون و. دينْ الثالث، مستشار الرئيس السابق، الشاهد الرئيسي ضد نيكسون في تلك الجلسات. واعترف دين أنه أدى دورًا مهمًا في محاولة البيت الأبيض التستر على الفضيحة، وصرح بأن نيكسون كان على علم بنشاطاته في هذا الصدد. كما كشف دينْ عن خطط إدارة نيكسون لاستغلال مصلحة الإيرادات الداخلية (الضرائب) وهيئات حكومية أخرى لمعاقبة خصوم كان البيت الأبيض يضعهم فيما يُسمى بقوائم الأعداء. وقد حُكم على دين فيما بعد بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات. وبعد أن أمضى في السجن أربعة أشهر، خفض الحكم الصادر ضده وأطلق سراحه.
الجدل حول الشرائط. في شهر يوليو نما إلى علم اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ سالفة الذكر أن نيكسون كان قد دأب منذ عام 1971م على تسجيل ما يجري من محادثات في غرف مكتبه بالبيت الأبيض على شرائط. وكانت اللجنة والأستاذ كوكس يعتقدان أن أشرطة التسجيل هذه يمكن أن يكون فيها الإجابة عن أسئلة أساسية أثيرت أثناء التحقيقات التي قاموا بها. ومن ثم، طالبوا نيكسون بتسليمهم أشرطة معينة، ولكنه رفض أن يفعل ذلك مُدعيًا أن الدستور يعطيه الحق في الحفاظ على سرية الأشرطة، وقرر جون ج. سيريكا قاضي الدائرة في المحاكم الفيدرالية أن يستمع إلى الأشرطة بنفسه وأمر نيكسون بتسليمه إياها. واستأنف نيكسون الأمر الصادر إليه، ولكن محكمة الاستئناف الفيدرالية أيدت قرار سيريكا.
وفي أكتوبر عرض نيكسون أن يقدم ملخصات للأشرطة ولكن كوكس صرح بأن الملخصات لن تكون مقبولة كدليل في المحكمة ورفض العرض. وأمر نيكسون المدعي العام إليوت ل. ريتشاردسون بفصل كوكس من وظيفته، ولكن ريتشاردسون رفض الانصياع للأمر وقدم استقالته. كذلك قدم وليم د. ركلشوس، نائب المدعي العام استقالته عندما طلب منه نيكسون فصل كوكس. عندئذ عين نيكسون المحامي العام روبرت هـ. بورك قائمًا بأعمال المدعي العام، فقام بفصل كوكس، وحل ليون جاورسكي، وهو محام مشهور من تكساس محل كوكس فيما بعد.
أغضبت تصرفات الرئيس كثيرًا من الأمريكيين. وفي أكتوبر بدأ عدد من أعضاء مجلس النواب إجراءات توجيه الاتهام إليه تمهيدًا لعزله. وقبل نيكسون في وقت لاحق من عام 1973م تسليم الشرائط المطلوبة إلى القاضي سيريكا.
وتبين اختفاء شرائط تسجيل ثلاث محادثات رئيسية، وصرح البيت الأبيض أن جهاز التسجيل لم يكن يعمل بصورة سليمة أثناء تسجيل اثنتين من تلك المحادثات، وأن الشريط الثالث مُسح بطريق الخطأ.
في أبريل 1974م، أصدر جاورسكي أمرًا قضائيا إلى نيكسون بتقديم شرائط التسجيل والوثائق الخاصة بأربع وستين محادثة من محادثات البيت الأبيض إلى المحكمة. وقال جاورسكي إنَّها تحتوي على أدلة تخص قضية التستر. وفي نهاية شهر أبريل، أفرج نيكسون عن 1,254 صفحة تمثل نسخة كتابية مُحررة من محادثات البيت الأبيض وقال إنها تحكي قصة ووترجيت بالكامل.
ومع ذلك فقد أصر جاورسكي على ضرورة الحصول على الأشرطة والوثائق الأصلية التي سبق أن طلبها. ومرة أخرى ادعى نيكسون أن الدستور يعطيه الحق في حماية سرية الوثائق. عندئذ رفع جاورسكي قضية ضد نيكسون أمام المحكمة الفيدرالية. وفي شهر يوليو أمرت محكمة الولايات المتحدة العليا نيكسون بتسليم المواد المطلوبة إلى جاورسكي، وأصدرت حكمها بالإجماع بأنه ليس من حق أي رئيس للولايات المتحدة حجب الأدلة في قضية جنائية.
محاكمة التستر. في مارس 1974م قدم سبعة من كبار المسؤولين السابقين في إدارة نيكسون يمثلون أعضاء لجنة إعادة انتخابه إلى المحاكمة بتهمة التآمر للتستر على جريمة اقتحام ووترجيت بغرض السرقة. وكان من بين المسؤولين المتهمين إرليكمان، رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الداخلية، وهولدمان، رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، وميتشل، المدعي العام.
استمرت المحاكمة في هذه القضية من أكتوبر 1974م حتى يناير 1975م. وقد حُكم بإدانة كل من إرليكمان وهولدمان وميتشل لثبوت تهم التآمر وإعاقة وتضليل العدالة عليهم، وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين عامين ونصف العام وثمانية أعوام. وقد خُففت الأحكام فيما بعد إلى مدد تتراوح بين عام وأربعة أعوام.
استقالة نيكسون. تعرض الرئيس نيكسون في يوليو 1974م لنكسة كبيرة أخرى، عندما أوصت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب بتوجيه الاتهام إليه، تمهيدًا لمحاكمته وعزله. واعتمدت اللجنة ثلاثة بنود للاتهام لعرضها على مجلس النواب بكامل هيئته للنظر وإبداء الرأي. وقد انطوى البند الأول على اتهام نيكسون بإعاقة العدالة في الفضيحة المذكورة. أما البندان الآخران فيتهمانه بسوء استعمال السلطات الرئاسية ومخالفة القانون بحجب الأدلة عن اللجنة القضائية.
استمر محامو نيكسون الرئيسيون في الدفاع بأن الرئيس لم يرتكب أي خطأ يستوجب توجيه الاتهام إليه وعزله. وفي الخامس من أغسطس، أفرج نيكسون عن مزيد من النسخ الكتابية لتسجيلات محادثات البيت الأبيض، أقنعت معظم الأمريكيين أن نيكسون كان قد سمح بالتستر على موضوع ووترجيت على الأقل منذ 23 يونيو 1972م؛ أي بعد ستة أيام من حادثة الاقتحام. وفقد نيكسون على الفور تقريبًا كل ما كان قد تبقى له من تأييد في الكونجرس فقدم استقالته يوم 9 أغسطس وتولى نائب الرئيس، جيرالد فورد، منصب الرئاسة في نفس اليوم. وفي 8 سبتمبر، عفا الرئيس فورد عن نيكسون فيما يختص بكل الجرائم الفيدرالية التي يمكن أن يكون قد ارتكبها أثناء قيامه بعمله رئيسًا للولايات المتحدة.
آثار أخرى لووترجيت. في 1974م وافق الكونجرس على إجراء تعديلات بخصوص تمويل الحملات الانتخابية الفيدرالية. يحدد بعضها المبالغ التي يمكن أن يقدمها المتبرعون إلى المرشحين لمنصب الرئيس أو لمنصب نائب الرئيس أو لعضوية الكونجرس، وبعض التعديلات الأخرى تتطلب تقديم تقارير تفصيلية بكل التبرعات والمصروفات. وقد حدد عدد من مجالس الولايات التشريعية المبالغ التي يمكن التبرع بها، كذلك المبالغ التي يمكن صرفها في الحملات الانتخابية. كما اعتمدت قواعد أخلاقية يلتزم بها موظفو الحكومة.

كيف تصبح كاتب وإعلامي ناجح:



معظم كبار الكتاب - في الشرق والغرب - بدأوا او واصلوا الكتابة في المطبوعات الدورية الصحفية , قبل او بعد الانصراف لتأليف الكتب . هذه الظاهرة ما زالت سائدة وشائعة حتى هذه الايام . معظم الكتاب المعروفين المعاصرين نجد اسمائهم في الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية - متخصصة او غير متخصصة . وللظاهرة اسباب عديدة ومتباينة , قد يكون من بينها العائد المالي السريع والمجزي - احيانا - خلافاً لعائدات الكتب القليلة والشحيحة . وقد يلجأ الكاتب الى الصحف , ليكون دائما في أذهان الناس وذاكرتهم , او التماساً لشهرة من خلال رأي او فكرة لا يتسنى له طرحها في كتاب باهظ التكاليف قليل التوزيع . لا يفترض في الصحفي العادي كاتب التحقيق او المقال ان يكون ذا باع طويل في معرفة تأليف الكتب والدراسات التخصصية , او الاطروحات الجامعية . يكفيه الوضوح والبساطة ومعرفة اسرار اللغة ومقومات الكاتب : كالدأب والصبر والجلد وامتلاك ناصية قدر معقول من ثقافة عامة . نصائح مهموسة : للذين يعتزمون بداية حياتهم المهنية بالكتابة للصحف والمجلات , تزجي معاهد تعليم الكتابة وترويج بضاعة الكاتب , بعض النصائح المهموسة : ألق نظرة متفحصة على موضوعات المطبوعة ( صحيفة او مجلة ) ومن نوعية المقالات والتحقيقات والافتتاحيات التي تزخر بها يمكنك الحدس بالخط العام الذي تنتهجه تلك المطبوعة , ومن ثم قدرة التخمين عن أي الموضوعات مستحب ومرغوب , وأيها نافر ومرفوض , استخدم تلك الايماءة بذكاء . فالصحف متعددة الوتجيهات والاهداف , ومنها ما يتوجه الى عمر معين , منها ما يتخصص بالثقافة , او الازياء او التغذية او الصحة وا الرياضة او التاريخ .. الخ . راقب ليس الموضوعات فقط , انما الصور المنشورة والرسائل الموجهة للمطبوعة , والعناوين الرئيسية والهامشية . انها تعطيك لمحة عن الفئة التي تتوجه اليها المطبوعة والشريحة البشرية التي تقرأها . وبالتالي تمدك بالافكار التي يمكن استثمارها عند الكتابة . انت لا تبيع كتابك للقراء مباشرة , انك تبيع - وبصعوبة بالغة - للمحرر وا سكرتير التحرير , وعليك ابهاره او اقناعه بجودة وجدة وجدوى كتابتك . فالمحرر مهما تظاهر باستغنائه عن موضوعات غير تلك التي يوفرها له المحررون الدائمون ( الموظفون ) فأنه لن يصمد طويلاً امام مقال جيد وجديد وفريد . المحرر او سكرتير التحرير لا يمكنه كتابة المجلة لوحده او اعتماد المحررين الدائمين .المجلات الناجحة دائما تعتمد على كتاب من خارج المؤسسة او حلقة المحررين الدائميين . أرسل وأرسل ولا تيأس : المحرر يعمد الى ملء صفحات مجلته بما بين يديه من مواد متاحة وفرها له المحررون , ولأن ماكنة الصحيفة دائمة الدوران لا تتوقف قط فأنه دائما فيشحة الى الجديد والمثير . اكتب للمجلة التي تستهويك موضوعاتها . ولا يحبطنك عدم النشر في الاسبوع الاول او الثاني . فقد تجد موضوعك - منشوراً بأسمك في الاسبوع الثالث او الذي يليه , وما عليك الا استثمار المبادرة بارسال موضوع ثان وثالث , وعندها ستجد نفسك صديقاً دائما للمجلة وتكون قد دخلت عالم الصحفي الخارجي ومهدت للدخول الى بلاط صاحبة الجلالة من البوابات الواسعة . اليقظة والذاكرة الحية والفكر الخلاق والضمير الواعي ونزعة الطفل المشاكس التي لا تكف عن السؤال , ولا تكتفي بأجابة ولا يقنعها جواب , هذه سمات الصحفي اضافة الى الصفات العامة الواجبة الحضور في الكاتب الاديب والكاتب الباحث . ثمة قول ينسب لأرسطو استخدمه الكاتب الانجليزي كبلنغ رايام , في كتابه الواسع الانتشار : الكتابة للمتعة والفائدة , يقول اني أسخر خمسة من المخلصين في أي عمل صحفي أقوم به , هؤلاء الخمسة هم أساتذتي : ماذا ولماذا ومتى واين وكيف ؟ ويضرب لنا مثلاً , يقول تخيل انك ذهبت لشاطئ النهر او البحر لتقضي عطلتك السنوية او عطلة نهاية الاسبوع وهناك شهدت الطحالب تمور وتروج مع الموج على الشاطئ وفي خضم الماء . هنا , ستغادرك كل رغبة في قضاء الاجازة على اي وجه :مستلقياً على الرمال محدقاً في الافق , سابحاً في المياه الدافئة الزرقاء , متلذذاً بطبق سمك مشوي تعبق رائحته في الجو , مستمتعاً بالثرثرة مع زميل او عابر سبيل , ستتوارى كل رغباتك تلك , ويتحرك فيك الحس الصحفي , عصا تلاحقك , افعى تلوب في صدرك ولا تترك لك فرصة او تستكن اوتستريح , طحالب على الشاطئ , ياللغرابة , ياللمتعة . ما هي هذه الطحالب ؟ كيف تتكاثر وتنمو ؟ من نوى أم جذور ؟ هل هي سامة ؟ نافعة, غير ذات منفعة ولا ضرر ؟ هل تنمو في المناطق الضحلة المياه, في المناطق الباردة ؟ الحارة ؟ كم هي بعيدة عن قاع البحر , هل تحتاج للهواء والضياء وهي على ذلك البعد , هل تحتاج لسماد ؟ كم عدد انواعها ؟ ما أشكالها ؟ ما ألوانها ؟ هل بالأمكان تسخيرها كغذاء , لسد النقص في سلة الغذاء العالمي مثلا ؟ هل صحيح انها وجبة شهية على موائد اهل اليابا ن؟ هل يمكن استعمالها كمطيبات لما لها من نكهة حادة غريبة ؟ هل من علاقة للطحالب بالبيئة ؟ تحسنها ؟ تزيد في حدة تلوثها ؟ ما تأثيرها في الاحياء المائية الاخرى ؟ بعد ان تتوارد كل تلك الاسئلة على ذهن الصحفي , ينقطع خيط التمتع بالعطلة وتبدأ المتعة بالكتابة . احد الصحفيين البريطانيين فعل هذا , فكتب لصحيفته , ثم لمجلة متخصصة , ثم لمركز بحث , ثم انتهى به الامر الى تأليف كتاب ضخم عن الطحالب والاعشاب البحرية في العالم , حقق مبيعات خيالية بعد ان اختار له عنواناً شيقاً استقاه من نتائج ابحاث مركز البحوث .مفاده ان كثيرا من المنشطات الجنسية تستخرج من خلايا طحالب البحر . " ابحث عن خصوبتك الجنسية تحت سطح البحر " . تبدو الكتاب للمجلات والصحف سهلة ويسيرة , وما هي سهلة ولا يسيرة سهولتها سهولة شرب الماء العذب المقطر من مياه البحر , معبأ في قارورة انيقة , جاهزاً وفي متناول اليد . عن ماذا تكتب وكيف ؟ في الصحافة هنالك دائما , موضوع ناجز للكتابة , يفتح ذراعيه مرحباً بأي طارق , ابتداء من سقوط طفل في حفرة مجار الى استقالة رئيس وزارة . كل شئ في هذا الوجود ارضاً وسماوات ومجرات يستحق الكتابة اذا عرف الكاتب من اين يبدا والى اين ينتهي . وهو لا يعدم ان يجد موضوعاً جديراً في كل دقيقة وعلى مدار ساعات الليل والنهار . الاصالة احد اعمدة الثبات التي يقيم عليها الصحافي بناء شواهق عمارته . والأسلوب الخاص , المتميز او المتفرد مطلوب يعززه حس مرهف وثقافة عامة وتوجه انساني نبيل . اشتراط الصدق والاصالة والنبل في كتابة الصحفي قبل اشتراطها في الكاتب الاديب منطقي . ففرصة قراءة كلماته وافكاره واراءه التي تعانق عيون القراء كل يوم , لا تتوافر للاديب الذي قد لا يقع كتابه بين يدي القارئ الا كل شهر او عدة شهور او حتى سنوات . وفعل القراءة اليومية في التوجية النفسي وعبر العقل الواعي واللاشعور فعل خارق كالسحر وا المعجزة , من هنا تجئ اهمية الصحفي وقدر مهماته الجليلة . وكلما عرف الصحفي دقائق الموضوع الذي يكتب عنه , واحاط ببطانته وخباياه كان ذلك أدعى لتحقيق النجاح المطلوب . وغني عن الذكر وجوب توافر الحد الاعلى من الثقافة , لتوطيد ثقة القارئ بكاتبه وما يكتب عنه . هل يضع الصحفي جزءا من ذاته في الموضوع الصحفي ؟ خبرته مثلا او تجاربه او همومه او جذله ؟ يبدو الامر مقبولا في مدارس تعليم الكتابة . بل يبدو محبباً ومحبذأ احيانا اذا اقتضى السياق ذلك الوجود , ولكن بحدود وضوابط . فليس مقبولا قط حشر الكاتب لنفسه في كل صغيرة وكبيرة والتحدث عن اولاده او حبيبته وا مرضه او هموم عمله . وليس معقولا ان يطل على القراء بطلعته الغير بهية في بداية كل مقال ونهايته . الصحفي , كأي كاتب يجد ضالته اينما سار , اينما حلق وحط , يجد ضالته ليكتب عنها , وقد تعينه الفهارس والقواميس والكتب , لكن مذاق الصحفي الحقيقي هو الرؤية . التأمل في كل شئ وتفحص كل شئ . من قائمة اعداد الطعام الى الامطار الصناعية ومركبات الفضاء . الكتابة عن موضوعات عادية اكتسبته اهميتها من انسانيتها :ان الاف الاطفال يموتون كل ساعة دون ان يسترعي موتهم انتباهة احد الا الكاتب الصحفي . الكتبابة عن طفل يصارع الموت بعد اصابته بالسرطان لكنه يدحره ويحاول الانتصار عليه فيعب من مباهج الحياة حتى اليوم الاخير , ويصر على رؤية مباراة في كرة القدم بين فريق يشجعه وخصمه قبل ان يغمض عينيه في اغفاءة اخيرة . اذا كان شرط الدقة والبساطة والوضوح واجباً في كل كتابة جيدة فانه في الكتابة الصحفية أوجب . مضافاً اليه شرط يبدو تعجيزياً الا وهو الايجاز . لما لصغر المساحة المتاحة في الصحف اليومية او المجلات الاسبوعية . ان وضع معلومة خاطئة فيموضوع ما , كاف لأن يلقمك حجراً ويسد طريقك بحجر . تذكر ان الاف القراء وربما الملايين سيقرأون ما كتبت , ولكثير منهم عيون مفتوحة وبصر نافذ وذاكرة نشطة وهو غيورون على ما يقرأون ومتطلبون كأقصى درجات التطلب . ومنهم من هو على استعداد للكتابة مندداُ او معترضاً على أي خطأ او تحريف او تضليل . ان التحذلق باستعمال كلمات عويصة على الفهم لمجرد ادعاء معرفة او التباهي بثقافة او الزهو بمكانة , سلاح صدئ كثيراً ما يرتد الى صدر الكاتب المدعي , فالقارئ ملول صدود , لن يكلف نفسه عناء فتح القاموس كل دقيقة ليستعلم عن معنى او يستوضح عن اصطلاح , الكلمات غير المتداولة والغريبة والتقعرة صعبة على القارئ العادي مستهجنة عند القارئ المتخصص . وهذا لا يعني التمادي في استعمال الالفاظ والكلمات البسيطة حد السذاجة , الكثيرة التداول حد الاهتراء . فالاغراق في التعالي على القارئ اوافتراض غبائه وتسطحه , يجعل من كلمات الموضوع كومة من فحم وسخام او كدساً من حجارة لا يتورع القارئ عن ركلها بقدمه ويمضى عنها دون ان يلتفت ولو التفاتة غضب . نوع الكتابة الصحفية الموضوع الذي يكتب للصحيفة , مجلة او جريدة , ليس محاضرة تلقى على طلاب مدرسة ابتدائية او مدرج جامعة , ليس رسالة دكتوراه ليس دراسة اكاديمية , ليس تقريراً ادارايا او سياسياً يقدم لرئيس مؤسسة , ليس خطبة في محفل . انه ليس احد تلك الانماط انما يتضمنها جميعا , فيا للعناء الذي يلقاه الصحفي وهو يحاول جمع كل تلك الانهار في مصب واحد ويدعو الناس للاغتراف والشرب دون غصه . الموضوع الصحفي الناجح , ينبغي ان يثير اهتمامات القراء على مختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية , انه يخاطب العامة والخاصة , المحترفين والهواة , انه يتوجه للطالب والاستاذ والاقتصادي والسياسي والاداري ورجل اعمال , يستدرجهم ويغريهم ويجرهم طواعية وعن رضى وطيب خاطر للقراءة . وفي اللحظة التي يكون فيها العنوان الموحي قد اثار شهية القارئ والبداية البارعة قد أنشبت أظفارها في عيونه , عند ذاك تجئبراعة الكاتب الصحفي ومهارته وقدرته على الامساك بتلابيب المتلقي ومنعه من القاء الصحيفة جانباً او ملالا وحمله على التهام الموضوع حتى اخر مضغة فيه . الجمل القصيرة افضل من الطويلة . وفي دراسة أعدتها احدى الجامعات الامريكية ثيت ان 10% من القراء فقط يفهمون الجمل الطويلة التي تزيد على 25 كلمة هذه القاعدة يمكن خرقها عند استثناءات الضرورة شرط الا تخب بجماليات الجملة ولا ببلاغة الكلمة , وقد ينصح بها الكاتب المستجد غير التمرس الذي لم يعجن الكلمات ويخبزها بعد . ولكن جعل كل الجمل قصيرة , مخل ايضا. فالموضوع واسلوب عرضه هو الذي يفرض نفسه في احتيار طول الجملة لا تتشبث بنوع واحد من الجمل ولا تشغل بالك بعد الكلمات كلما انتهيت من كتابة المقطع , ان ذلك يشتت الافكار و يفسد جمالية الفكرة , علاوة على انه مربك ومفسد لمتعة التواصل في الكتابة . الجمل الطويلة تهدهد القارئ وتدفعه للملال وربما للنعاس . اما القصيرة فتحفزه وتحثه وتدفعه للوثوب بين المقاطع بخفة وحيوية واندفاع . لا بأس ان يستعين الصحفي ببعض تجاربه الشخصية , وا تجارب الاخرين او اقوالهم , وما يتحصل له من قراءة المقتبسات او الفهارس او امهات الكتب على ألا يتمادى في الاتكاء على تلك الاراء او يتعكز على الكتب ز ليس هناك اسوأ من موضوع صحفي ,يبدأ بداية حسنة وينتهي بخاتمة غير موفقة .انه دلالة سيئة على الافلاس والعي واشارة على استنفاد كل ما في الجعبة من أفانين اللعبة , لا مناص من اختيار نهاية مقنعة للموضوع , سلباً كان ام ايجاباً , تأزماً كان ام فرجاً . ومهما كانت اسباب العجز عن ايجاد نهاية مقبولة فلا ينبغي التخلي عن بلوغ تلك الغاية .اما اذا كان العجز فادحاً فخير طريقة للتخلص من المأزق ترك النهاية مفتوحة , بأشراك القارئ وتوريطه في حيرة البحث الدائب عن نهاية معقولة للموضوع . اللقاء الصحفي من مزايا الصحفي الناجح قدرته على اجراء اللقاءلت مع الناس وادارته الحوار بلباقة وذكاء , بمهارة وحذق . خير مثال على ذلك حوارات البارع محمد حسنين هيكل مع القادة والزعماء الذين ادار معهم الحوار ومزج التاريخ بالجغرافيا بالسياسة بعبق البخور ونكهة التوابل . قد يتعلل كاتب مبتدئ ويبرر : من يرتضي مقابلتي وانا كاتب مبتدئ لم يسمع به احد ولا يثق بقداراته احد ؟ والجواب يحتمل الوجهين , فاذا كانت مقابلات الاثرياء والمشاهير والقادة وكبار السياسيين او رجال الاعمال , مقصورة على نفر معروف من الصحفيين فكيف يبدأ هؤلاء مهنتهم ؟ لقد بدأوا المقابلات من أسفل السلم . ثم ارتقت مهاراتهم بالصعود . ان الصحفي الناشئ لا يعدم ان يجد احدا يجري معه مقابلة ساخنة تتحدث عنها الاوساط الصحفية , الادبية , وربما السياسية . أحد الصحفيين في العراق اجرى مقابلة مع شحاذ . ثم اراد خوض تجربة المعاناة التي تحدث عنها وتفاعل معها , فخلع ثيابه الغالية وارتدى أسمال شحاذ , لشهر كامل وهو يعيش بين الشحاذين يأكل من طعامهم , ويتحدث أحاديثهم , ويتعرف الى مصطلحاتهم الغريبة ويفض أسرار المهنة , وكان تحقيقه عن الشحاذة والشحاذين مدار حديث المدينة لبعض الوقت . او ذاك الصحفي الذي اجرى لقاء مع المعوق النابغة الذي يرى الالوان باللمس بعد فقدانه البصر . او الحوار مع تلك المرأة التي أستطاعت الحفاظ بزوجها لمدة خمسة وعشرين سنة دون ان يخونها او تخونه . هناك مواضيع لا عد لها ولا حصر لها , نفر من الناس من كل الشرائح الاجتماعية ومن كل الاجناس . يمكن اجراء مقابلاات فيها متعة وطرافة وكدسمن خبايا الاسرار والمعارف . ثمة كتب عديدة بالانكليزية , تعلم فن أدارة الحوار وكيفية أنجاح مفابلة ببراعة ومهارة وحذق . في أثناء المقابلة لا تجعل من نفسك علامة له في كل علم باع . ولا تستصغر شأن نفسك فتبدو ضئيلا امام محدثك العملاق , حاذر من احراج الاخر - رجلا كان او امرأة - بالسؤال عن عمره وحسبه ونسبه او عائلته او عمله , او تحمله على فض سر من أسراره , استدراجاً وا عنوة . اللهم الا اذا رغب الاخر بذلك . او دعا اليه دعوة صريحة . البداية مهمة لكسب ثقة الاخر والفوز بأعجابه , ( ليس بالضرورة كسب محبته ) باضفاء انطباع التواضع مع ما عندك من علم غزير . وجمع الادب مع ما عندك من شهرة , أياك والتعالي عند التحدث مع محدثك , مهما كان شأنه او منزلته او مقامه , أنثر نثار الألفة والمحبة بينك وبين محدثك , وما ان تنكسر حلقة الثلج القائمة بينكما عند ذلك يمكن تنفس الصعداء , وتوجيه ما تشاء من الاسئلة دون اخلال بقواعد المقابلة او قوانينها او شروطها . لا ينصح ابتداء بتسجيل اي شئ على الورق قبل ان ينكسر جدار الثلج . فالشخص المقابل سيتحرز من كل كلمة يقولها , وسينصت الى نبض السؤال واحيانا سيزعجه حتى صرير القلم . من المستحسن توجيه سؤال للشخص : هل يمكنني تسجيل بعض النقاط للاستهداء ؟ ولكن احرص - في مقابلات من هذا النوع - ان تبدأ بتسجيل كل ما علق بذاكرتك حال انتهاء المقابلة . فالاسئلة والاجوبة ما زالت تنبض بحيويتها وحرارتها , اجلس للكتابة على التو لا تدع الامر لليوم التالي وا الساعات التالية . ستجد في الغد ان الموقد قد خبت جمراته , ولم يبق في الذاكرة الا اشباح اسئلة وظلال جواب . شيوع الات التسجيل الحديثة ساعد كثيرا على التخفيف من عناء الصحفي الذي يلتمس المقابلة . ولكن حتى مع الات التسجيل فكثرة من الشخصيات لا ترتضي تسجيل المقابلة على شريط اللهم ألا ان تكون محاضرة او ندوة للنقاش او للمداولة . ان اللجوء الى ألة التسجيل , يعفي الصحفي من كثير من الاتهامات التي قد يوجهها الاخر للصحفي , أنه تلاعب بالألفاظ او حور بالكلمات , حيث يمكن اعتماد التسجيل نفيا لكل اتهام او سوء فهم . ولا يغيب عن البال فحص جهاء التسجيل قبل البدء والتأكد من سلامة الشريط وصلاحية الجهاز للعمل , واصطحاب شريط أضافي تحسباً من طول المحاضرة او تشعب اللقاء . لقد ضيع كثير من الصحافيين أجمل اللقاءات واحلى المقابلات , حين اكتشفوا بعد العودة الى البيت ان الشريط قد حشر في الألة بعد الدقائق الاولى وليس على الشريط الا همهمة لا تكاد تبين . الكاتب الناجح لا يكتفي بالمقابلة , انه يود التواصل مع " ضحيته " لاستخلاص اكبر قدر من المعارف والمعلومات , سيما اذا كان الاخر شخصية مرموقة في الثقافة او الاقتصاد او العلوم . فيسأل عن امكانية أعادة الكرة كلما اقتضى الامر , ولا بأس من التبسط معه وطلب رقم هاتفه او عنوانه , ليهاتفه او يكاتبه كلما جد جديد . لا تكن خجولاً ولا متردداً . الصحفي البارع يتنامى بالأدب الجم , بالحياء , ويتضاءل بالخجل , يحييه الاقدام ويقتله التردد , وهو الذي ما اجل مهامه الكشف بالاقتحام . ان ارفاق المقابلة بصورة او صور معبرة عن الموضوع , يعزز من قيمتها الموضوعية والتوثيقية , ويمنحها عمقاً ودلالة . حبذا لو اصطحب الصحفي كاميرته معه عند التوجه لمثل تلك المهام . المقالة الصحفية : اذا كان من صلب وظائف الكتابة , الاخبار والامتاع والتأثير والاقناع , فأن المقالة الجيدة تؤدي وظيفتها على احسن وجه . المقالة - كما يصر على تعريفها د. علي جواد الطاهر - نوع من الانواع الادبية الانشائية , يعبر بها الاديب , نثراً عن حالة من حالات مشاعره او طور من اطوار حياته , فينتقل الى قارئه تأثره بما رأى او سمع او أحس , عبر صورة جميلة مستمدة من خيال صاحبها , فيستوهي القارئ بجمال ادائه وطراوة تجاربه , واذ هي بالاساس قائمة على اساس تجربة شخصية وان كانت الموضوعية السمة المميزة لها , وكلمة " المقالة " ليست غريبة على اللغة العربية , وان كانت دلالتها الفنية محدثة في الادب العربي . ولعل تاريخ المقالة بهذه الدلالة يرتبط بتاريخ الصحافة وهو تاريخ لا يزيد عمره اكثر من قرنين من الزمان بكثير . ومعنى ذلك ان المقال قد دخل الحياة الادبية بعد ان اخذ وضعه في الاداب الاوربية . وقد يعد بعضهم " رسائل اخوان الصفا " من قبيل المقالات الطويلة التي قد تستغرق عشرات الصفحات . اما المقالة في قالبها الحديث , فتتميز - بالقصر نوعاً ما - وبالايجاز , كونها لا تشمل كل الحقائق والافكار المتصلة بالموضوع , فليس لها سمات البحث , ولا اوصاف الدراسة , ولكنها قد تختار جانباً واحداً من جوانب الموضوع لتجعل منه محل اعتبار . وهنا تجئ براعة الكاتب . وتتجلى براعته في اختيار الموضوع وكيفية عرضه وانتقاء ما يغنيه بالمعلومة الدامغة او الرقم الدال والحذق الكافي لتوزيع درجات القوة بين ثنيات الحقائق الواردة فيها مع ما يقتضي من المهارة في أضافة الوشي للاستهلال , وتقطير الخاتمة كتقطير العطر من مجموعة الزهور . واذا كان المقال قد أعفي من ان يكون حشداً متراكماً من المعلومات وا ان يثقل الكم الهائل من المعرفة للقارئ , فهو لابد من ان يحمل شيئاً من شخصية الكاتب , لا في أسلوبه فحسب , بل في نوعية المواضيع التي يختارها موما يضيف اليها من خبرته الشخصية وتجاربه في الحياة . وقد يبدأ المقال فكرة في رأس الكاتب , تختمر في ذهنه وتنمو حتى تأخذ شكلها السوي الاخير وهي من تلك الفترة تتغذي وتستقي من ملاحظاته وتأملاته المتعددة , ومن لقائه بالناس , وزياراته للاماكن. لذلك قلما يخلو المقال الناجح من المثل والطرفة والحكاية والمصطلح والنادرة واللمحة التاريخية . والدالة الجغرافية وغير ذلك . ولما لم يكن للمقال ميدان محدد , فقد أستغل حريته ليتوزع على أكثر من فن ويلبي الحاجة على أكثر من صعيد , فهناك المقال السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنقدي والادبي والرياضي والى غير ذلك وفي شتى الحقول . وكثيراً ما نعتت الصحافة العربية في مطلع هذا القرن انها صحافة مقال , اذ كانت المقالات تشكل الوجبة الرئيسية من صحف تلك الايام . حيث أستقطبت اقلام عمالقة الكتاب من ذلك الجيل . والذين أثرت كتاباتهم في الحياة الادبية والثقافية لردح طويل من الزمن . ومنهم العقاد والمازني وطه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي والرافعي ومحمد عبده وغيرهم كثير . في بداية ثورة الاتصالات التقنية , وانتشار الراديو وتيسير الاتصالات الهاتفية مع مطلع الخمسينات , سادت النزعة الاخبارية على الصحافة , وانحسرت قليلا اهمية المقالة " التحليلية والفكرية " لتوصف صحف تلك الحقبة بانها صحافة خبر , ولكن سرعان ما استعاد فن المقالة عافيته , وما زال حتى الوقت الراهن بعدما غدت المقالات تشكل وجبة غنية لا يمكن الاستغناء عنها في الصحف اليومية , والتي هي صحافة خبر بالدرجة الاساس , ناهيك عما تشكل من عمود فقري لمعظم المطبوعات الدورية والمجلات سيما الادبية منها .




فن الاالقاء


مفهوم الالقاء وتعريفه


الإلقاء أحد المهارات الأساسية للتعبير الشفوي ، والتعبير الشفوي يمثل الفن الثاني من الفنون اللغوية الأربعة ؛ الاستماع ، الكلام ، القراءة والكتابة كما أنه يمثل أحد وجهي الاستخدام اللغوي ( الإرسال والاستقبال ) ومن ثم فإن عدم التمكن من مهارات الإلقاء يؤدي إلى فشل الرسالة اللغوية في تحقيق أغراضها.ولقد تعددت تعريفات الإلقاء إلا أنها جميعا تركز على الربط بين التدريب على مزج الصوت والحركة والإشارة والنغمة حتى يحقق الكلام أعلى درجة من درجات التأثير في المتلقي. " إن الإلقاء ما هو إلا مزج بين الصوت والكلام بالتدريب المستمر لإتقان استعمال الصوت حتى يصير مسموعاً بكل درجاته ، وفي الوقت نفسه تحسين الكلام حتى يصير واضحا ، في أول الكلمة وآخرها وخالياً من عيوب النطق ". (نجاة علي 1997، ص78) . وفيما يرى الممثل لويجي ريكوبوني Luigy Reccobonic في كتابه ( خواطر عن الإلقاء ) ، الإلقاء هو ضم التعبير بالحركة إلى النطق المتنوع حتى يحس المرء بكل ما في الفكر من قوة. (فاروق سعد 1987، ص11).أما عبد الوارث عسر (1982، ص5) فيرى أن الإلقاء هو فن النطق بالكلام على صورة توضح ألفاظه ومعانيه وهو اللسان المعبر ؛ وتوضيح اللفظ يتأتى بدراسة الحروف الأبجدية في مخارجها وصفاتها، وكل ما يتعلق بها لتخرج من الفم سليمة كاملة لا يلتبس فيها حرف بحرف ، وبذلك لا تلتبس الكلمات ولا تخفى معانيها على السامعين ، وتوضيح المعنى يتأتى بدراسة الصوت الإنساني في معادنه وطبقاته دراسة موسيقية تتيح للدارس أن ينغمه بما يناسب المعاني ؛ فتبدو واضحة مبينة ، جميلة الوقع على آذان السامعين . وحسن الإجادة للكلام .وهذا التعريف يؤكد أن الإلقاء قد يكون بمعنى المخاطبة أو الخطابة بمعناها الواسع أي مخاطبة الجمهور بغرض إقناعهم أو استمالتهم أو إلزامهم بشئ ما ( نجاة علي 1997، ص7). وفيما يرى زكي طليمات "أنه الغاية والمظهر، وهو الأداة ، إنه التجسيم الصوتي والحركي ( ذلك لأن فن الإلقاء يتناول التعبير بالصوت وبالإيماءة وبالحركة في وقت واحد) ولكنه ليس المضمون والجوهر، إن الإلقاء وسيلة وغاية في وقت واحد عند الملقي وعن الخطيب ومن إليهما. ( زكي طليمات 1971، ص28).ومن ثم فإن الإلقاء فن يجمع بين النطق المتنوع والتعبير بالحركة ، والنطق المتنوع ليس إلا الأداء المتعلق بمخارج الحروف وتكييف الصوت حسب المقامات وبذلك تتضح ألفاظ الكلام ومعانيه ، أما التعبير بالحركة فهو التعبير بحركات أعضاء الجسم وعلى الأخص الرأس والحواس والأطراف وتعبيرات الوجه.وفي المعجم الأدبي تعني كلمة إلقاء " فن متعلق بطرائق الإبانة الكلامية ، ويعني خاصة بالإخراج الصوتي للنصوص ، وهي تقابل الكلمة الإنجليزية Diction " أي أن الإلقاء كلام مختلف عن الكلام العادي للناس إنه يعني الفخامة في الحديث ، إنه كلام يحمل روح الملقي ويتخضب بتأثير السياق والغرض ويؤول بخلفية المستمع ويمثل نموذجاً يحتذى به في مناسبته ومقامه.وفي تعريفه للإلقاء يميز رياض قاسم (2002 ص ص 97:99) بين الإلقاء والأداء فيجد أن ثمة تداخلاً ملحوظاً بين التعريفات الواردة لهما إلى حد الترادف اللغوي ؛ فالعلايلي يقول : إن الإلقاء إبلاغ الصوت إلى الأسماع أما الأداء فهو المتعلق بمخارج الحروف وتكييف الصوت حسب المقامات وإنطاق الإشارة بالمعنى، أي تجسيده فيها ، بينما تعريف الأداء في معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب هو إخراج الحروف من مخارجها أثناء الكلام . أما المراجع المتخصصة بفن الإلقاء فقد حصرته بفن الإبانة الكلامية ولا سيما الإخراج الصوتي للنص ، ونحت في تعريف الأداء باتجاه الأداء التمثيلي الذي يندرج فيه : التمثيل الإذاعي ، التمثيل المسرحي ، والتمثيل الصامت ... ونحن نرى ضرورة أن تتوافر مجموعة خصائص تجمع بين فنية الإلقاء وعلميته في آن وتشكل مادة تعريف الإلقاء ، وأبرز هذه الخصائص :- الكلام الواضح المعبر عن موضوع النص وشخصية الملقي تعبيراً صادقاً.- سلاسة اللفظ، ووضوحه ، وخلوه من عيوب النطق.- وضوح المعنى المراد توصيله إلى المستمع بقصد الإفهام ، وتحقيق هدف معين.- اعتماد قواعد اللغة ، وأحكام السياق ، والوقف.- الابتعاد عن مظاهر الرتابة.- التعبير الذي تتجلى فيه ظاهرة الإبداع الفني.وعلى هذا فالإلقاء: فن متعلق بطرائق الإبانة الكلامية ويعني خاصة بالإخراج الصوتي للنصوص وذلك بإعطاء كل حرف أو لفظ حقه كاملا من التعبير الصوتي، وإعطاء كل جملة وفقرة حقها كاملاً من حيث الخبر والإنشاء، وباعتبار النص ـ بمضمونه وظاهره التعبيري ـ مجموعة قطع صوتية يربط فيما بينها دلالتان ، دلالة أفقية تتناول مضمون كل جملة أو فقرة ، وأخرى عمودية تحمل المضمون الشمولي لعنوان النص وجوهره . وبتحميل العبارات أحاسيس تتناسب مع مضمونها فيكون أثرها بليغاً في نفس المتلقي . وبإبراز التناغم بين أقسام العبارة الواحدة ، والتشديد على وقفات الاستفهام والتعجب ، والإثبات والإنكار والحزن والفرح والمبالغة.


أهمية الالقاء


تظهر أهمية الإلقاء جلية عندما نربط بين الإلقاء الجيد وفهم مضمون الرسالة أو الكلام، والتفاعل معها ، والانفعال بها ، كما تظهر عندما نوازن بين شخصية الملقي البارع والشخص العادي وعلاقات كل منهما بالآخرين ومكانته في المجتمع ودوره في البيئة الاجتماعية التي يحيا فيها. كما يمكن أن نوجز أهمية الإلقاء وفوائده فيما يلي:
- إن قدرة الإنسان على الإلقاء هي الميزة الحاسمة التي ينفرد بها عن سائر المخلوقات الحية الأخرى ، أياً كانت صورتها. ( نجاة علي 1997، ص7)
- إن الإلقاء هو أبرز وسائل الإقناع بالفكرة أو الاستمالة إليها أو الإلزام بمضمون الكلام ، وتحقيق أهدافه.
- كان الإلقاء أولى وسائل التعليم قديما ، بإلقاء الحكم والأمثال والأخبار، ولا يزال الإلقاء من الوسائل الجيدة في التعليم في المواقف الجديدة والجوانب التي لا خبرة سابقة للمتعلم بها.
- الإلقاء أداة الخطباء في المساجد ، والمناسبات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، للوعظ والإرشاد وحشد الجمهوروعرض الأفكارالجادة وجمع الصفوف وتوحيد الكلمة والرأي العام.
- الإلقاء من أبرز أدوات القص والحكاية ، والوصف والرواية ، والتمثيل والإذاعة .
- في التدريب على الإلقاء تدريب لأعضاء النطق وتمرين للجهاز الصوتي وفي ذلك تيسير نقل الأفكار والصور والأحاسيس غير المرئية وتجسيد للمعاني والإشارة أو التلميح بما لا يمكن التصريح به.
- الإلقاء يبرز شخصية الملقي ، وبقدر جودته تنفتح له قلوب المتلقين ويفتح ـ من ثم ـ أمام الملقي أبواباً واسعة وأرجاء فسيحة لبناء العلاقات الاجتماعية ، وزيادة فرص النجاح في الحياة العامة والخاصة.
- الإلقاء الجيد يغطي كثيراً من عيوب أو نقص الثراء الفكري ، ويعوض قلة الزاد في هذا المجال ؛ ولا شئ يسئ إلى الأسلوب الجيد والثراء الفكري وغنى الزاد أكثر من الإلقاء الردئ
- في الإلقاء الجيد نفع للأمة والزود عن حرماتها باللسان والحث على أعمال الخير والتنفير من أعمال الشر وإثارة حمية وحماس الناس في هذا الاتجاه ، ونشر رسالة الإسلام.- الإلقاء الجيد هو أساس نجاح الإذاعة المدرسية في تحقيق رسالتها وأهدافها كنشاط لغوي .
- يسهم إتقان مهارات الإلقاء في إتقان المهارات اللغوية الأخرى خصوصاً الاستماع والكلام ، وفي التدريب على مهارات الإلقاء تدريب على كثير من مهارات القراءة والكتابة.
- وقبل ذلك وبعده فإن الإلقاء كان وسيلة الرسل ، وما يزال وسيلة الدعاة في نشر الرسالة ، قال تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن من البيان لسحرا ".
- وفي رأي ( زج زجلر) الخطيب المشهور: أننا سواء رضينا أم أبينا فإن الذين يحسنون الكلام والحديث أمام الناس يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء وأن لديهم مهارات قيادية متميزة على غيرهم ، وما من أحد اشتهر ذكره وخلد اسمه إلا له من مهارة الإلقاء والخطابة نصيب وافر.
- وفي رأي مشهور ( لدوسكو دروموند ) يقول : لو قُدر لي أن أفقد كل مواهبي وملكاتي وكان لي الخيار أن أحتفظ بواحدة فقط ، فلن أتردد في أن اختار القدرة على التحدث؛ لأني بها أستطيع أن استعيد البقية بسرعة.


مفهوم الإلقاء الناجح


الإلقاء الناجح عبارة عن قيام الملقي بنقل بعض معلوماته ومشاعره وأحاسيسه عن طريق الكلام إلى الملقى إليه مستخدما في ذلك ما يمكن استخدامه من أجزاء جسده ونبرات صوته .


خطوات الوصول للإلقاء الناجح


أولا: اختيار الموضوع المناسب

وهذه إحدى أهم الخطوات التي لابد من الاهتمام بها و ايلاءها فائق العناية وذلك لان بقية الخطوات مبنية عليها ومتفرعة عنها فمهما كانت درجة جودة الإلقاء فلن يكون له كبير فائدة وأهمية إذا كان الموضوع الذي يتكلم عنه غير مناسب للكلام عنه أو كان موضوعا لا قيمة له .ولكي يكون الموضوع مناسبا لابد من توفر أمور فيه من أهمها :

1- أن يكون الموضوع مناسبا للزمان الذي يلقى فيه فالكلام عن رمضان في اشهر الحج غير مناسب والكلام عن الموت في مناسبة زواج غير مناسب بالمرة وهكذا لابد من مراعاة الزمان الذي يلقى فيه الموضوع وكلما كان التوافق أكثر مع الزمان والأحداث الجارية كان أوقع وأكثر قبولا.

2- أن يكون الموضوع مناسبا للمكان الذي يلقى فيه وهذا شبيه بما قبله فالكلام عن فضل الزواج في المقبرة أو العزاء مستهجن والكلام عن تلوث البيئة في المسجد غير ملائم وهكذا.

3- أن يكون الموضوع مناسبا للأشخاص الذي يلقى إليهم فلابد من مراعاة حال المستمعين وسنهم واهتماماتهم وخلفياتهم المعرفية فما يناسب الشباب قد لا يناسب كبار السن وما يناسب الفتيات قد لا يناسب الفتيان وما يناسب طلاب الابتدائي قد لا يناسب طلاب الجامعة وهكذا.وبالطبع هناك موضوعات عامة يمكن طرقها في التجمعات العامة التي فيها أكثر من فئة.

4- أن يكون الموضوع مما يحتاج السامعون إلى الكلام عنه إما لجهلهم به أو لتهاونهم فيه أو لإيضاح بعض ما يشكل فيه ، وأما إذا كان مما يعلمون وهم عاملون به أو مما لا يهمهم أو يتعلق بهم فان الكلام في مثل ذلك مما يقل نفعه ويستثقل ومما لا يجدي ولا يلقى قبولا.

5- أن لا يكرر الموضوع بأسلوب واحدلان هذا أيضا مما قد يستثقله بعض الناس وينفرون منه ولا يرغبون في الاستماع إليه ، وهذا لا يعني عدم تكرار بعض الموضوعات المهمة لان تكرارها مهم ولا يكفي في بعضها الكلام لمرة واحدة ، ولكن الذي نحذر منه هو تكرار نفس الموضوع بنفس الأسلوب والطريقة ولنفس الأشخاص ، فإذا كان ولابد من التكرار لنفس الأشخاص فيراعى في ذلك تغيير الأسلوب وطريقة العرض فيمكن ذكرها مرة مختصرة ومرة مفصلة ومرة تذكر بعض الأمور ومرة تترك وتذكر أمور أخرى تتعلق بها كما هي طريقة القرآن في ذكر القصص مثلا.

ثانيا : التحضير الجيّد للموضوع

بحيث يقرأ عنه ويحفظ أدلته أو يكتبها وان يعرف معانيها وكذلك أن يتقن قراءة الآيات والأحاديث والأسماء والأماكن التي سترد في موضوعه .ومن الأخطاء الشائعة المستهجنة الكلام على بعض الآيات أو الأحاديث من غير الرجوع إلى الكتب المعتمدة في بيان معانيها ودلالاتها بحيث يقتصر بعضهم على فهمه الشخصي المتبادر من لفظ النص الشرعي وقد يكون هذا الفهم مغايرا لمدلول الآية أو الحديث وفي هذا من الخطورة والقول على الله بلا علم ما لا يخفى.

ثالثا : ممارسة الإلقاء تدريجيا

وهذه الخطوة تعتبر عائقا لدى كثير من المبتدئين في مجال الإلقاء حيث يشعر المبتدئ بالحرج والرهبة من مقابلة الناس والحديث أمامهم وهذا شيء معتاد بل هو حاصل في أي مهارة أخرى كقيادة السيارة مثلا لأول مرة .ويمكن التغلب على الخوف والرهبة بالعزيمة و التكرار مع التدرج في ذلك لئلا يقع الشخص في موقف حرج يمكن أن يسبب له امتناعا وانصرافا عن الإلقاء بشكل كامل.ويقتضي التدرج أن يبدأ الشخص بعد تحضيره للموضوع بإلقائه بصوت مرتفع في مكان خال ويتخيل أن أمامه جمع من الناس ويكرر ذلك ، ثم يقوم بعد فترة من ذلك بإلقائه أمام جمع من الصغار مثلا أو أمام أناس لا يتحرج منهم ، ثم يقوم بعد ذلك بفترة من الزمن بإلقاء ذلك الموضوع في مسجد يرتاده بعض من لا يشعر بالحرج أمامهم كبعض العمال أو أمام طلاب فصل في الابتدائي ، ثم بعد ذلك يقوم بإلقائه في مسجد أكبر وفيه من يشعر بالحرج منهم ولكن عددهم قليل وهكذا يتدرج في المساجد والأماكن ويكثر من تكرار ذلك إلى أن تتكون لديه ملكة يزول معها أي حرج من الإلقاء ، وهذا يحصل عادة بعد زمن ليس بالطويل ، وكلما ازداد الشخص ممارسة ازدادت ملكته وقدرته وخبرته إلى أن يصير الإلقاء سجية لا يتكلفها ويمكنه القيام بها في أي وقت وأي مكان.

رابعا : عرض الموضوع

وهي خطوة الإخراج الفعلي للموضوع الذي تم اختياره بعناية وفي وقت ومكان مناسبين .ويمكن أن تكون هذه الخطوة قبل وبعد اكتساب مهارة الإلقاء لكنها لن تظهر بالمظهر المناسب واللائق إلا بعد اكتساب مهارة الإلقاء حيث ستؤثر الرهبة المصاحبة لبدايات الإلقاء في مستوى وجودة الأداء.ولكي يكون العرض متميزا وقويا لابد من توفر أمور مهمة من أهمها :

1) الأداء الصوتي الجيّد بان لا يكون الصوت ضعيفا لا يكاد يسمع ولا قويا جدا يؤذي السامعين ولكن بين ذلك ، وان لا يكون الصوت بطيئا يجلب الكسل والنوم ولا سريعا جدا لا يكاد يفهم بل بينهما.ومن المفيد والنافع تنويع الأداء الصوتي فلا يكون على وتيرة صوتية واحدة بل يخلط في أداءه بين رفع الصوت وخفظه وبين السرعة والبطء جاعلا ذلك يأتي بشكل متجانس وسلس ومن غير رفع مزعج ولا خفض لا يسمع .

2) استخدام التعبيرات المرئية أثناء الإلقاءوذلك عن طريق استخدام العينين واليدين وتعبيرات الوجه والالتفات ييمنا وشمالا .وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ) رواه مسلم وفي رواية البيهقي (وكان إذا ذكر الساعة علا صوته واحمرت وجنتاه واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم)فالعينان من أهم وسائل الاتصال مع الآخرين وهما أداتان لإيصال المشاعر والأحاسيس والمعاني التي ربما تعجز عنها الكلمات ولذا فان النظر إلى المستمعين أمر مهم أثناء الإلقاء .ويستعين بالالتفات يمينا وشمالا لكي يشمل المكان وحاضريه بنظره المعبر عن الاهتمام والعناية .واليدان يستخدمهما للدلالة والتأكيد على المعاني التي يتحدث عنها .ويستخدم أيضا تعبيرات الوجه بما يناسب الكلام الذي يقوله فلها دلالاتها المعروفة .وينبغي أن يتدرج في استخدام هذه التعبيرات حتى يتقنها وتكون أمرا عاديا يأتي بلا تكلف لان التكلف في أداء أي أمر غير مرغوب.

3) أن يكون عرض الموضوع بطريقة الإلقاء لا القراءةلان ذلك يؤثر تأثيرا اكبر ويجذب السامعين إلى الملقي ، ولأن في ذلك استخدام لجوارح مهمة أثناء الإلقاء وهي العينان واليدان والتي لا يتيسر استخدامها أثناء القراءة.واكتساب هذه المهارة يأتي بالتدرج كما سبق.

4) عرض الموضوع بتسلسل مناسبوذلك بان يبدأ بمقدمة مناسبة ثم ينتقل إلى عناصر الموضوع حتى يستوفيها ثم يختم بالخاتمة كما سيأتي تفصيل بعض ذلك.ومن الخطأ أن يتكلم في موضوع ثم يتخبط في التنقل بين عناصره بطريقة غير جيدة كأن يتحدث عن الهجرة مثلا ثم يتكلم عن آخرها ثم أولها ثم وسطها ثم أولها ، فالمطلوب ترتيب الأفكار وتسلسلها حسب وقوعها أو حسب ارتباط كل عنصر بما يليه.

5) الاقتصار على موضوع واحد ما أمكنوذلك لكي يستوفي الموضوع ولئلا يشتت انتباه السامعين ومشاعرهم بتعدد الموضوعات ولكي لا ينسي بعضها بعضا.وهذا هو الأصل الذي ينبغي انتهاجه إلا إن كانت هناك حاجة لتعدد الموضوعات كأن تكون مناسبة تتعدد فيها الأحداث أو ما شابه ذلك.وإذا كان المتكلم سيتكلم عن أكثر من موضوع فالأفضل أن يجعل بين تلك الموضوعات رابطا أو أكثر ينتقل بينها من خلاله.6) الحرص على الاختصارفالاختصار غير المخل مطلب مهم ومنهج ينبغي أن يسير عليه كل خطيب وداعية وهو الأصل الذي يجدر بكل متكلم أن ينهجه إلا أن تكون هناك حاجة ماسة إلى الإطالة في أحيان قليلة فلا بأس ومعلوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي اثني فيه على قصر الخطبة وعدّ ذلك دليلا على فقه الخطيب.وأسباب تفضيل الاختصار كثيرة منها :

عدم الإملال والإثقال لان الكلام الطويل يمل غالبا ، ولئلا ينسي الكلام بعضه بعضا جراء الإطالة ، ولان في الناس من هو منشغل أو مريض أو متعب ويشق عليه طول الخطبة ولغير ذلك.

7) العناية بالمقدمة وهناك مقولة مفادها أن أهم ما في الكلمة أو الخطبة الكلمات العشر الأولى منها لأن كثيرا من الناس في عجلة من أمرهم وخاصة فيما يتعلق بالكلمات التي يمكن لسامعها أن يبقى أو ينصرف أو يستمع أو يغلق فالواحد منهم يريد أن يعرف بسرعة ما إذا كان الكلام الذي سيلقى يستحق انتباهه واهتمامه أم لا وهنا تبرز مقدرة وموهبة المتكلم فينبغي عليه أن يحرص على جذب المستمع من أول الكلام.ومن وسائل الجذب الفعالة :

- تشويق المستمعين إلى ما سيقوله / بأن يذكر أمورا مشوقة ستأتي مع إبهامها وعدم الإفصاح عنها كأن يقول : هناك حدث غريب سأحدثكم عنه ..

- الإشارة في البداية إلى قصر الزمن الذي سيستغرقه / ويكون ذلك بطريقة لبقة كأن يقول : أتحدث إليكم في دقائق معدودة عن كذا وكذا مع الحرص على الوفاء وعدم الإطالة كما سبق.

- ألا يطيل في صيغة الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم/ وهذا في المواعظ والكلمات القصيرة خاصّة لأنه إذا أتي بصيغة الحمد الكاملة الواردة في خطبة ابن مسعود التي يبدأ بها كثير من خطباء الجمعة خطبهم فان هذا يستغرق زمنا ليس يسيرا يمكن أن ينصرف كثير من الحاضرين أثناءه .

- الدخول بمدخل مناسب /فالدخول للقلوب كالدخول للبيوت ، ولذا فمن الأفضل البحث عن مدخل مناسب لما يراد الحديث عنه ، ومن أفضل المداخل التي يمكن استخدامها الأحداث العامة كالأمطار والحوادث الشهيرة والاختبارات والأزمان الشريفة والمناسبات الدينية في وقتها.وكذلك فان من المداخل الحسنة التعليق على آيات تليت أو حديث سمع أو على موقف حصل .

8) إيراد قصة أو شعرأو إيراد كل ذلك إن كان مناسبا للمقام ، وهذه الأمور وما يشابهها كالطرفة تعد من الأمور المحببة إلى النفوس و تجدد نشاط السامع وتقوي انتباهه ولذا فان لها أهمية بالغة ولابد أن يكون لدى الداعية محفوظ جيد منها وان يجعل من ضمن استعداده و تحضيره للموضوع الاستعداد بشيء من ذلك يوافق ما سيتكلم عنه .وتتأكد أهمية ذلك إذا كان زمن الكلام يتجاوز عشر دقائق ، وقد وجدت أثناء دروس بعض العلماء الكبار أنهم كانوا يوردون قصة أو شعر أو طرفة أو موقف أثناء دروسهم العلمية الجادة وذلك لإبعاد الملل وتجديد النشاط .

9) الابتعاد عن التكلف وإيراد وحشي الكلام وغريب الألفاظ وذلك لان المقصد من الكلام إيصال رسالة ذات أهداف معينة إلى السامعين ولابد لوضوح الرسالة وفهمها من وضوح كلماتها ومعانيها واستخدام الكلمات الغريبة والتعبيرات غير المفهومة مما يناقض ذلك ، وفي رأيي أن ذلك لا ينبغي إيراده أبدا لما فيه من التكلف ولعدم فائدته ولأنه قد ورد ذم مثل ذلك شرعا.ومن أمثلة ذلك ما يقوله بعضهم في معرض كلامه حيث يقول ( جاءوا زرافات ووحدانا !!) ( ولابد من أن نحمي بيضة الإسلام !) وما شابه ذلك وكأن كلمات اللغة قد ضاقت عن التعبير إلا بمثل هذا.

10) الاهتمام بالخاتمةوذلك لأنها آخر ما يسمعه المستمعون من الملقي وهي اقرب الكلام إلى التذكر .ومن أفضل ما يجعل في الخاتمة موجز قصير لأبرز ما تم الكلام عنه ويستحسن جعل ذلك على هيئة عناصر مختصرة ، كما انه يفضل التركيز في الخاتمة أيضا على أهداف الكلمة أو الخطبة التي يريد وصول السامعين إليها.
صفات الملقي:
فن الإلقاء هو موهبة فطرية تصقل بالتدريب والتثقيف و التجريب لمخاطبة الناس مواجهة واستمالتهم ، وإقناعهم ، والتأثير فيهم ، وهذا التأثير لا تنعم به إلا فئة من الناس ، لأنه يحتاج لطائفة من الصفات والقدرات لا تتأتى لعامتهم ،ومن هذه الصفات ؛
- صفات شكلية :
يستحسن بالخطيب أو الملقي عند مواجهة الناس أن يكون حسن االشكل ، بهي الطلعة ، جميل الصورة ،عظيم القامة ، ظاهر الهيبة ، حسن الهندام ، نظيف المظهر ، وإن لم يكن ذلك كله شرطا لازما إلا أن توافر مثل هذه الصفات تساعد الخطيب على نيل احترام الناس وتسهل مهمة إقناعهم .
- صفات صوتية :
الصوت آلة الخطابة وأساس المشافهة فيجب أن يخلو من العيوب النطقية كالحبسة واللثغة والتأتأة ..... الخ . ويحسن أن يكون صوت الخطيب واضحا مسموعا جميلا ً دافئاً معبراً قويا غير مزعج ، قادراً على حمل المعاني يحافظ على حرارة العواطف ودفئ الكلمات ، مطواعاً يعلو وينخفض ويزمجر ويتهجد ، وضطرب ويتوحد وفق مقتضيات المقام .
- قدرات عقلية :
يجمل بالخطيب أن يتمتع بذكاء عالي ، يسعفه في اختيار أكثر المواضيع تأثيراً وملاءمة لموقفه ، وأقوى الأساليب وأفضلها مناسبة للموضوع. كما يعنيه ذكاءه على مواجهة الحشد ، والتمالك أمامه ، بقوة الحافظة وسعة الثقافة وروعة التمثيل والإستشهاد ، مما يشحن فيه سرعة البديهة وقوة الرد على شوارد الأسئلة ونوادر المفاجآت.
- قدرات تمثيلية :
يليق بالخطيب أن تتلائم حركاته ، وتعابير وجهه وملامحه وصوته مع مضمون كلامه ، فتأتلف كلها سلسة مساندة : فإن خلص الموقف للحزن تابعت صوتاً يرق فيملأه الشجن ، وصفحة وجهه تفيض بالأسى ، وحركات بالأيدي تحفر أخاديد الوجه ليلتحم ذلك كله ، فيعصف بنفوس السامعين ويتحدى شجن الملقي بأشجان المتلقين. وإن خصص الموقف للحماسة والغضب زأر الصوت وزمجر واستأسد الوجه وتنمر وتطاير الشر من العينين ولاح القتال في حركات اليدين . وهكذا يكون لكل موقف أهبته وأهابه.
- صفات نفسية :
يرتقي بالخطيب أن يكون رابط الجأش واثقاً من نفسه بصيراً بنفسيات جمهوره فيخاطبهم على قدر عقولهم ، وبما يلائم مستوياتهم ونفسياتهم ، يخص كل منهم باهتمام خاص إذ يطوف بعيونهم ، ويستنطقها مشعارهم ، فيلم بدوافعهم ورغباتهم ويلمح بذكاء متى يبدأ ومتى ينتهي ؟ متى يوجز ومتى يطنب ؟ متى يرفع صوته ومتى يخفضه ؟ إن وجد لديهم رضى وقبولا ألقى عصاه فأطال وأفاض ، وإن استشعر مللا ً داواه بالإيجاز والتنويع والترويح ، تتناغم كلماته على وقع نبضات قلوبهم تسرع فيلاحقها لهاث أنفاسهم ، وتتطباطأ لتفيء بهم إلى ثبات القرار ، يعلو الصوت فتتعلق به العقول وتنشغل به عن المشاغل ، وقد يذوب في نجوى يتعالى لها وجيب القلب فتتواثب المواجد والمواجع . ومن العجيب أن الصمت أحيانا ً-إن جاء في وقته - يعد ، بصدق، أرقى درجات التأثير إذ يتجلل الخطيب بالمهابة وتذهب نفوس الناظرين كل مذهب ، وتتعطش للإستماع وتتوق لما قال وتستيقظ في أعماقها المكامن فيكون بذلك ترك الكلام أبلغ من الكلام إذا وقع عليه بصير بالنفوس، خبير بالأحوال .
- صفات خُلُقية :
ومن كمال تأثير الخطيب أن يكون حسن السيرة ، مرضي الأخلاق أفعاله صورة صادقة لاأواله فلا يدعوهم إلى السماحة وهو شحيح ،ولا يحثهم على التضحية والإيثار وهو عبد الانانية والأثره ، ولا يستدرجهم بقوله إلى الفضائل وهو بفعله منغمس في الرذائل ، فما أمقت أن يقول الإنسان مالا يفعل !
إنه المقت الذي أكبره الله سبحانه وتعالى وهو يشنع على عباده هذا الإنفصام بين الاقوال والأفعال ، إذ قال عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقت عند الله ان تقولو ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم .

2009/10/22

نبذة عن ( ماسبيرو )



نبذة عن ( ماسبيرو )

ماسبيرو هو اسم المبني الضخم علي ضفة نيل القاهرة وهو مقر للتلفزيون المصري أقدم التلفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وأفريقيا, وماسبيرو أيضا هو أسم الشارع الذي يطل عليه هذا المبني
وأطلق عليه هذا الاسم تيمنا بعالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو Gaston Maspero الذي كان رئيس هيئة الآثار المصرية

نبذة عن جاستون ماسبيرو

ولد جاستون ماسبيرو في عام 23 يونيو عام 1846م في باريس لأبويين ايطاليين هاجرا إلي فرنسا ، وقد أظهر ماسبيرو اهتماما خاصا بالتاريخ عندما كان في المدرسة ، وفي سن الرابعة عشر من عمره كان مهتما باللغة الهيروغليفية.
فاز ماسبيرو في المسابقة العامة للأدب وهو في الثالثة عشر من عمره ، وألتحق بمدرسة الأساتذة العليا (école normale supérieure) والتي قابل بها عالم الآثار أوجوست مارييت الذى أعطاه نصين هيروغليفيين أكتشفا حديثا بواسطة مارييت وكانا النصين صعب دراستهما فهمهما ولكن ماسبيرو أستطاع ترجمته في ثمانية أيام فقط مما أثار أعجاب مارييت به ، وقد قام ماسبيرو بدراسة المصريات وحده بإطلاعه على الآثار المصرية المحفوظة في متحف اللوفر ونقوش المسلة المصرية بميدان الكونكورد ، وبدأ أسمه يعرف في الأوساط العلمية بعد ترجمته لنصوص مارييت.
إعجب به علماء الكوليج دى فرانس وفكروا في شغله لكرسى علم المصريات بها ، ولكن لصغر سنه آنذاك قرروا منحه لقب أستاذ مساعد لمدة يومين شغل بعدها الكرسى وكان ذلك في عام 1874م
مجيئه إلى مصر
كان ماسبيرو يجيد اللغة العربية ولم يكن بعد قد زار مصر حتى جاءته الفرصة عندما مرض مارييت مدير مصلحة الآثار المصرية التي قام بتأسيسها
جاء ماسبيرو إلى مصر في 5 يناير من عام 1881م وكان ذلك قبل وفاة مارييت بثلاثة عشر يوما ، وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية وأمين المتحف المصري للآثار ببولاق وكان عمره حينها الرابعة والثلاثين .
أكمل ماسبيرو الحفريات التي كان يقوم بها مارييت في سقارة ووسع من نطاق البحث ، وكان مهتما بشكل خاص بالمقابر التي تحتوى على نصوص فرعونية مهمة تثرى اللغة الهيروغليفية وقد عثر على 4000 شطر قام بتصويرها وطباعتها.
قام ماسبيرو بإنشاء المعهد الفرنسى للآثار في القاهرة وكان أول مدير لهذا المعهد الذى لم يقتصر على الآثار الفرعونية بل أمتد لدراسة جميع الآثار المصرية سواء الأسلامية أو القبطية.
واصل ماسبيرو حفائر مارييت في معبدى إدفو وأبيدوس ، كما أستكمال أعمال مارييت في أزالة الرمال عن أبو الهول بالجيزة حيث أزال عنه أكثر من 20 مترا من الرمال محاولا إيجاد مقابر تحتها ولكن لم يجد ولكن حديثا عثر على عدد من المقابر في أماكن الحفر التي كان ينقب فيها ماسبيرو ، وقام بإعادة ترتيب المتحف المصري ببولاق ونقل محتوياته إلى متحف القاهرة الحالى ، كما أكتشفت في عهده خبيئة بالكرنك تحتوى على مئات التماثيل المنتمية لعصور مختلفة ونشر دراسات أثرية عديدة
مواجهته لسرقة الآثار
قام ماسبيرو بنشاط كبير لمواجهة السرقات التي كانت تحدث للآثار المصرية القديمة ، وقام بمساعدة العالم المصري أحمد كمال بك بنقل المئات من الموميات والآثار المنهوبة إلى المتحف المصري بالقاهرة ، وأستطاع أن يسن قانون جديدا صدر عام 1912م ينص على أن لا يسمح للأشخاص بالتنقيب ويقتصر التنقيب فقط على البعثات العلمية بعد الموافقة على مشروعها ، ولم يصبح من حق الحفارين الحصول على نصف ما يعثرون عليه لكنهم يحصلون فقط على القطع التي لها مثيل مكرر بمتحف القاهرة ، ولا يمنح القائم على الحفائر تأشيرة خروج من مصر إلا في حالة تركه الموقع الأثرى في صورة مُرضية ، مما أثار عليه غيظ وحقد المهربون الأجانب وتجار الآثار ، كما فرض مقابل لمشاهدة المناطق الآثرية لمواجهة النفقات التي يحتاجها للتنقيب وأعمال الصيانة.
في العام 1881م قبض ماسبيرو على عائلة عبد الرسول وهم من أشهر تجار الآثار وأستطاع أجبارهم بعد التعذيب على الأعتراف بالسرقات وحصل منهم على معلومات عن أحد أهم أكتشافات ماسبيرو وهى خبيئة في الدير البحري عثر فيها على مومياوات الملوك سقنن رع وأحمس الأول وتحتمس الثالث وسيتي الأول ورمسيس الثاني وغيرهم.
كانت هناك أحتكاكات ومنافسات بين الأنجليز الذين كانوا يحتلون مصر وبين الفرنسيين الذين كانوا يهيمنوا على إدارة الآثار المصرية فكانت نتيجة هذه الأحتكاكات الأنجليزية أن قدم ماسبيرو أستقالته عام 1892م ولكن ممثل فرنسا في مصر طالب بعودته وعاد فعلا إلى مصر في عام 1899م ، وفي نفس عام عودته قام ماسبيرو بتعيين هوارد كارتر كبير مفتشي الآثار في مصر العليا ، وكان هو أيضا الذى عرفه إلى اللورد كارنافون عام 1905م
عاد ماسبيرو إلى باريس عام 1914م وعين في منصب المستشار الدائم لأكاديمية الفنون والآداب
وفاته
توفى جاستون ماسبيرو في 30 يونيو عام 1916م ودفن في فرنسا ، وقد أطلق أسم ماسبيرو في مصر على مبنى الأذاعة والتلفيزيون بالقاهرة تكريما لأعماله الجليلة ومساهماته في البحث والمحافظة على الآثار المصرية القديمة. وسجل وجوده فى السينما المصرية فى الفيلم الروائى الطويل الرائع المومياء للمخرج العبقرى [[شادى عبد السلام]]

بداية الصحافة المصرية فى سطور


يمكن تقسيم نشأة الصحافة فى مصر لعدة مراحل وهى:

المرحلة التمهيدية للصحافة فى مصر:

الحملة الفرنسية على مصر سنة (1798م) تعد مصر هى أول دولة عربية تعرف الصحافة ، وارتبطت معرفتها بالصحافة من خلال الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م من خلال صحيفتين اصدرتهما الحملة.
الصحيفة الأولى: كانت صحيفة عسكرية صدرت باسم "كورييه دى ليجيبت" واصدرتها الحملة بعد شهر واحد من دخولها مصر ، وكانت تزود الجنود بالأخبار عن مصر وأقاليمها وتربط بينهم وبين قياداتهم كما كانت تنشر الأخبار والقرارات العسكرية ، فضلا عن بعض النوادر والفكاهات والتى تروح عن الجنود
الصحيفة الثانية: وكانت صحيفة علمية صدرت باسم "لاديكاد اجيبسيان" وصدرت فى اكتوبر من نفس العام وكانت تهتم بدراسة مصر من الناحية العلمية والتقافية والأدبية.
ومن الملاحظ أن كلا من الصحيفتين لم يوجها الى المصريين ، ولذا كانتا تصدران باللغة الفرنسية ولم يكن من المحريين فيهما مصرى واحد فلذا فلقد اعتبرت هذه الفترة بفترة التعارف بين المصريين والصحافة.
محاولة حدثت من القائد الثالث للحملة الفرنسية بتعويض هذا النقص باصدار صحيفة باللغة العربية وجعل لها اسم "التنبيه" ولكن ظروف الحملة لم تمهله ذلك وخرج الفرنسيين من مصر سنة 1801م بدون إصدار الصحيفة.

مرحلة البداية الفعلية للصحافة المصرية من (1822-1862):
وشهدت هذه المرحلة ثلاثة فترات هامة:


الفترة الأولى: عهد محمد على باشا:

محمد على وهو عهد ازدهار لمصر فى كافة المجالات سواءا الناحية الإقتصادية أو الثقافية أو العسكرية بهدف بناء الدولة الحديثة واستلزم لذلك عمل تنظيم ادارى للدولة مما استلزم تقديم ذلك فى صورة تقارير بما يحدث وتقدم لمحمد على وسميت هذه التقارير فى هذا الوقت بلفظ (جورنال) وكان فى بدايته شهريا ثم اسبوعيا حتى صار يصدر بعد ذلك يوميا.
ثم تطور الاسم فيما بعد ليصبح (جورنال الخديوى) ويتم طبع مائة نسخة منه بمطبعة القلعة وكان متضمنا الأخبار الرسمية وبعض قصص ألف ليلة وليلة.
أول صحيفة فعلية فى مصر: تعتبر أول جريدة فعلية توزع على الشعب هى (الوقائع المصرية) وصدرت سنة (1828م) وتم طباعتها فى مطبعة بولاق والتى أسسها محمد على وينشر فيها أخبار الحكومة والمحكومين وما يستجد من تجديدات فى أمور الدولة.
وكانت بدايتها تركية ثم تترجم للعربية وبلغ عدد النسخ المطبوعة (600) نسخة توزع على كبار رجال الدولة وعلى العلماء والعسكريين وتلاميذ المدارس.
وفى سنة (1840م) تولى رفاعة الطهطاوى رئاسة تحريرها وقام باصدارها باللغة العربية وترجمتها للتركية كما أضاف لها مقالات الرأى النقدية على غرار نشرها للأخبار فقط.
الصحيفة الثانية : هى الجريدة العسكرية والتى صدرت فى بداية حملة الشام سنة (1833م) وكانت تصدر مرتين فى الشهر وتنشر أخبار الفتوحات والانتصارات للجيش وتفاصيل الأمورالعسكرية ولكنها لم تستمر طويلا لانتهاء حملة الشام.

الفترة الثانية: عهد ابراهيم باشا ابن محمد على:

ابراهيم باشا
سار ابراهيم باشا على نهج ابيه الصحفى فبقيت الوقائع المصرية وكانت لاتزال تصدر الجريدة العسكرية.
وزادت صحيفة ثالثة وهى (الجورنال الجمعى) والذى سمى بذلك لأنه يصدر يوم الجمعة وهو صحيفة تجارية وزراعية يشتمل على اسعار الحبوب والحيوانات وأخبار الزراعة والأراضى الزراعية.

الفترة الثالثة: عهد سعيد باشا:

سعيد باشا
فكان أسوأ عهود الصحافة منذ عهد محمد على فلقد اختفى الجورنال الجمعى وكذلك قصرت الوقائع المصرية على عدد محدود من رجال الجيش.
كما أنه قام باهداء مطبعة بولاق إلى صديقه عبد الرحمن رشدى.



مرحلة نهوض وقوة الصحافة المصرية من (1863-1879):

الخديوى اسماعيل وهى مرحلة الخديوى اسماعيل حيث انتعشت فيها عهد الصحافة المصرية فكثر عددها حتى وصلت الى ما يقرب من 23 صحيفة.
وفى عهده انطلقت الصحف فى كافة المجالات سواء الصحف الرسمية او الصحف الأهلية وسواءا المؤيدة له او المعارضة وكذلك الصحف التى يملكها الأجانب.
والتى انقسمت الى قسمين:

(1) الصحف الرسمية:
(أ) الوقائع المصرية: والتى استرد اسماعيل مطبعة بولاق وعاود اصدارها ثانية ونشرت الأخبار المحلية ونقلت الموضوعات المهمة من الصحافة الأجنبية كما نشرت الأبحاث السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
(ب) يعسوب الطب : صدرت سنة (1865م) وتعد من أقدم الصحف الطبية المتخصصة فى الشرق.
(جـ) الجريدة العسكرية: صدرت سنة (1865م) واهتمت بأخبار النهضة العسكرية فى هذه الفترة وكانت توزع عن طريق ديوان الجهادية وقراؤها من جنود وضباط الجيش وتلاميذ المدارس العسكرية.
(د) مجلة روضة المدارس: صدرت سنة (1870م) تولى رئاسة تحريرها رفاعة الطهطاوى وكان الغرض من انشائها النهوض باللغة العربية واحياء ادابها ونشر المعارف الحديثة وكانت توزع مجانا على طلبة المدارس.
(هـ) جريدة أركان حرب الجيش المصرى: صدرت سنة (1873م) عن ديوان الجهادية كجريدة شهرية وكانت خاصة بالضباط وحدهم .


(2) الصحف الأهلية:
(أ) وادى النيل: صدرت سنة (1867م) لصاحبها هو عبد الله أبو السعود احد تلاميذ جمال الدين الأفغانى ولقد صدرت بإيعاذ من إسماعيل لتكون همزة الوصل بين الصحف الرسمية والأهلية.
(ب) نزهة الأفكار: صدرت سنة (1869م) لصاحبيها إبراهيم المويلحى وعثمان جلال وهى بداية الصحافة المستقلة عن الحكومة وكانت تنقد الخديوى والجيش.
(جـ) الكوكب الشرقى: صدرت سنة (1873م) لصاحبها سليم الحموى وهى أول الصحف المصرية اليومية.
(د) روضة الأخبار: صدرت سنة (1875م) لصاحبها محمد أنس ابن عبد الله أبو السعود بتأييد من الخديوى اسماعيل.
(هـ) الأهرام: صدرت سنة (1875م) لصاحبها الأخوان اللبنانيين سليم وبشارة تقلا وكانت تنشر الأخبار المحلية وهى من الجرائد التى ما زالت تصدر للآن.
(و) شعاع الكوكب: صدرت سنة (1876م) لصاحبها سليم الحموى وصدرت بد اغلاق الكوكب الشرقى وصارت على نفس نهجها.
(ز) صدى الأهرام: صدرت سنة (1876م) عن دار الأهرام وتشابهت معها فى موضوعاتها وإن كانت أصغر منها حجما.
(ح) أبو نظارة: صدرت سنة (1877م) لصاحبها يعقوب صنوع وكانت أول صحيفة كاريكاتورية فى العالم العربى.
(ط) مصر: صدرت سنة (1877م) لصاحبها أديب اسحاق وكانت تنقد الحكومة.
(ى) التجارة: صدرت سنة (1879م) لصاحبها أديب اسحاق بالاشتراك مع سليم النقاش وسارت على نهج صحيفة مصر فى نقد الحكومة.
(ك) الإسكندرية: صدرت سنة (1878م) لصاحبها سليم الحموى.
(ل) الوطن: صدرت سنة (1877م) لصاحبها ميخائيل عبد السيد وركزت اهتماماتها على الحرب الروسية التركية.
(م) مرآة الشرق: صدرت سنة (1879م) لصاحبها سليم فاخورى وكانت لسان حال الحزب الوطنى.
(ن) الكوكب المصرى: صدرت سنة (1879م) لصاحبها موسى كاستلى.

مرحلة صراع الصحف من (1880-1899):

الثورة العرابية
صدرت صحف كثيرة أثناء الثورة العرابية واختلفت لثلاثة أنواع:

عبد الله النديم
(1) صحف مؤيدة للثورة العرابية:
كالتنكيت والتبكيت للنديم ، الطائف ، المفيد ، السفير ، النجاح ، الفسطاط ، وكذلك الوقائع المصرية بعد تولى محمد عبده رئاسة تحريرها.

(2) صحف وقفت على الحياد:
كالاتحاد المصرى ، الحجاز ، مرآة الشرق ، الزمان ، الحضارة.

(3) صحف معارضة للثورة العرابية:
كالاعتدال والبرهان.

وبذلك انتهت مرحلة نشأة الصحافة المصرية بالاحتلال البريطانى لمصر.

لمحة عن الصحافة


الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها. الصحافة قديمة قدم العصور والزمن، ويرجع تاريخها إلى زمن البابليين حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها. أما في روما فقد كانت القوانين وقرارات مجلس الشيوخ والعقود والأحكام القضائية والأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها. أصيبت هذه الفعالية بعد سقوط روما، وتوقفت حتى القرن الخامس عشر، وفي أوائل القرن السادس عشر وبعد اختراع الطباعة من قبل غوتنبيرغ في مدينة ماينز بألمانيا ولدت صناعة الأخبار والتي كانت تضم معلومات عن ما يدور في الأوساط الرسمية, وكان هناك مجال حتى للإعلانات.

في حوالي عام 1465م، بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة وعندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية، أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي وكان ذلك في بدايات القرن السادس عشر. وفي القرنين السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوروبا و أمريكا، وأصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها, وقد كانت الثورة الفرنسية حافز لظهور الصحافة الحديثة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

في عام 1702 ظهرت في لندن صحيفة الديلي كوران Daily Courant أولى الصحف اليومية في العالم, أما صحيفة التايمز Times فقد أسست في عام 1788 ، وفي عام 1805 ظهرت صحيفة الكوريية Courier، وفي عام 1814 استخدمت آلات الطباعة البخارية لطباعة صحيفة التايمزاللندنية.

الصحافة العربية
بدأت الصحافة العربية منذ العقد الثاني من القرن التاسع عشر، حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق، باللغتين العربية والتركية، وذلك عام 1816، بعدها ومع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798, حيث أصدرت في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية. في عام 1828 أصدر محمد علي باشا صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية، وفي عام 1867 صدرت في دمشق جريدة سوريا , وعام 1865 صدرت في حلب ب سورية جريدة فرات وبعدها صدرت في حلب كذلك الشهباء , وجريدة الفي عام 1885 أصدر رزق الله حسون في استنبول جريدة عربية أهلية باسم مرآة الأحوال العربية. وفي بدايات قرن العشرين كثر عدد الصحف العربية وخصوصاً في سورية ومصر، فصدرت المؤيد و اللواء و السياسة و البلاغ و الجهاد والمقتبس وغيرها . ومن الصحف القديمة والتي لا زالت تصدر في مصر جريدة الأهرام والتي صدرت لأول مرة في عام 1875 .

الجزائر صدرت جريدة المبشر عام 1847 وكانت جريدة رسمية فرنسية, ثم صدرت جريدة كوكب أفريقيا عام 1907 وكانت أول جريدة عربية يصدرها جزائري.
لبنان صدرت جريدة حديقة الأخبار عام 1858 . تم تبعها العديد من الصحف منها نفير سوريا والبشير, وحاليا تصدر جريدة النهار والأنوار والعديد من الصحف والمجلات الأخرى.
تونس صدرت جريدة باسم الرائد التونسي عام 1860.
سوريا بدمشق صدرت جريدة سوريا عام 1865, ثم تبعها العديد من الصحف منها غدير الفرات والشهباء والاعتدال في حلب وصدرت صحف كثيرة متخصصة في دمشق و حلب و حمص و حماة و اللاذقية وصلت إلى أكثر من 300 جريدة ودورية .
ليبيا صدرت أول جريدة طرابلس الغرب عام 1866.
العراق جورنال عراق 1816، ثم صدرت صحيفة الزوراء عام 1869 تبعها عدة صحف منها جريدة الموصل والبصرة وبغداد والرقيب.
( كوردستان) صدرت أول صحيفة كوردية باسم (كوردستان في 22/4/1898 ، و الآن يصدر في كوردستان العراق مئات الصحف و المجلات كا ( التآخي، خة بات (النضال)، كوردستانى نوى (كوردستان الجديدة، هاولاتي (المواطن)، رةسةن (الاصالة) و غيرها
المغرب صدرت جريدة المغرب عام 1889.
فلسطين صدرت جريدة النفير عام 1908.
الأردن صدرت أول جريدة في عمان باسم الحق يعلو عام 1920.
المملكة العربية السعودية صدرت أول جريدة رسمية باسم جريدة القبلة ثم غير اسمها إلى جريدة ام القرى عام 1924.
اليمن صدرت جريدة الأيمان عام 1926.
الكويت صدرت جريدة الكويت عام 1928.
البحرين صدرت جريدة البحرين عام 1936.
حرية الصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة لحرية التعبير و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الجمعيات و تمتد لتشمل المنظمات بث الأخبار و تقاريرها المطبوعة. و تمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر.وفيما يتعلق بالمعلومات عن الحكومة فمن صلاحية الحكومة تحديد ماهي المعلومات المتاحة للعامة وما هي المعلومات المحمية من النشر للعامة بالإستناد إلى تصنيف المعلومات إلى معلومات حساسة و سرية للغاية و سرية أو محمية من النشر بسبب تأثير المعلومات على الامن القومي. تخضع العديد من الحكومات لقوانين إزالة صفة الحرية أو قانون حرية المعلومات الذي يستخدم في تحديد المصالح ا لقومية.

مباديء أساسية ومعايير
حرية الصحافة بالنسبة للعديد من البلدان تعني ضمناً بأن من حق جميع الأفراد التعبير عن أنفسهم كتابةً أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن الرأي الشخصي أو الإبداع. وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ان : "لكل فرد الحق في حرية الرأي و التعبير، ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل و البحث عن و تسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود". وعادة ما تكون هذه الفلسفة مقترنة بتشريع يضمن درجات متنوعة من حرية البحث العلمي و النشر و الطباعة، أما عمق تجسيد هذه القوانين في النظام القضائي من بلد لآخر فيمكن أن تصل إلى حد تضمينها في الدستور. غالباَ ما تغطى نفس القوانين مفهومي حرية الكلام و حرية الصحافة مايعني بالتالي معالجتها للأفراد ولوسائل الإعلام على نحو متساو. والى جانب هذه المعايير القانونية تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية معايير أكثر للحكم على مدى حرية الصحافة في مناطق العالم. فمنظمة صحفيون بلا حدود تأخذ بعين الإعتبار عدد الصحفيين القتلى أو المبعدين أو المهددين ووجود إحتكار الدولة للتلفزيون و الراديو إلى جانب وجود الرقابة و الرقابة الذاتية في وسائل الإعلام و الاستقلال العام لوسائل الإعلام و كذلك الصعوبات التي قد يواجهها المراسل الاجنبي. أما منظمة Freedom House فتدرس البيئة السياسية و الاقتصادية الأكثر عمومية لكل بلد لغرض تحديد وجود علاقات إتكالية تحد عند التطبيق من مستوى حرية الصحافة الموجودة نظرياً من عدمه. لذا فإن مفهوم استقلال الصحافة يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمفهوم حرية الصحافة.

الصحافة كسلطة رابعة
يستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام عموماً) بفروع مونتيسيكيو الثلاثة للحكومة وهي: التشريعية و التنفيذية والقضائية. وقد قال إدموند بروك بهذا الصدد: "ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان، ولكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعاً". إن تطور الإعلام الغربي كان موازياً لتطور الليبرالية في أوروبا و الولايات المتحدة. وقد كتب فرد. س. سايبرت في مقالة بعنوان النظرية الليبرالية لحرية الصحافة: "لفهم المباديء التي تحكم الصحافة في ظل الحكوما الديمقراطية، ينبغي للمرء أن يفهم فلسفة الليبرالية الأساسية والتي تطورت طوال الفترة بين القرن السابع عشر و القرن التاسع عشر". لم تكن حرية التعبير حقاَ تمنحه الدولة بل حقاً يتمتع به الفرد وفق القانون الطبيعي. لذا كانت حرية الصحافة جزءاً لا يتجزء من الحقوق الفردية للإنسان التي تدعمها الآيديولوجيا الليبرالية . إن الفكرة الليبرالية للحرية تتمثل في الحرية السلبية أو بمعنى آخر على أنها الخلاص من الإضطهاد، حرية الفرد في التطور من دون معوقات. وتعتبر هذه الفكرة مضادة لبعض الفلسفات مثل الفلسفة الإشتراكية للصحافة.

حرية الصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة لحرية التعبير و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الجمعيات و تمتد لتشمل المنظمات بث الأخبار و تقاريرها المطبوعة. و تمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر.وفيما يتعلق بالمعلومات عن الحكومة فمن صلاحية الحكومة تحديد ماهي المعلومات المتاحة للعامة وما هي المعلومات المحمية من النشر للعامة بالإستناد إلى تصنيف المعلومات إلى معلومات حساسة و سرية للغاية و سرية أو محمية من النشر بسبب تأثير المعلومات على الامن القومي. تخضع العديد من الحكومات لقوانين إزالة صفة الحرية أو قانون حرية المعلومات الذي يستخدم في تحديد المصالح ا لقومية.

مكانة حرية الصحافة في أنحاء العالم
تقوم منظمة مراسلون بلا حدود كل عام بنشر تقريرها الذي تصنف فيه بلدان العالم وفق شروط حرية الصحافة. ويستند التقرير على نتائج الإستبيانات المرسلة إلى الصحفيين الإعضاء في منظمات مماثلة لـ "مراسلون بلا حدود" بالإضافة إلى بحوث الباحثين المختصين و القانونيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان. يتضمن الإستبيان أسئلة حول الهجمات المباشرة على الصحفيين ووسائل الإعلام بالإضافة إلى مصادر الضغط الأخرى على حرية الصحافة مثل الضغط على الصحفيين من قبل جماعات غير حكومية. وتولي مراسلون بلا حدود" عناية فائقة بأن يتضمن تقرير التصنيف أو "دليل حرية الصحافة" الحرية الصحفية وأن يبتعد عن تقييم عمل الصحافة. في عام 2003 كانت الدول التي تتمتع بصحافة حرة تماماً هي فنلندا، آيسلندا، هولندا، النرويج. وفي عام 2004 إحتلت إلى جانب الدول المذكورة دول الدنمارك وايرلندا و سلوفاكيا و سويسرا أعلى قائمة الدول ذات الصحافة الحرة وتلتها نيوزلندا و لاتفيا. أما الدول الأقل في مستوى حرية الصحافة 2006 فقد تقدمتها كوريا الشمالية لتليها كوبا و بورما و تركمانستان و أريتيريا والصين و فيتنام و النيبال و السعودية و إيران.

الدول غير الديمقراطية
وفقاً لتقارير "مراسلون بلا حدود" فإن ثلث سكان العالم يعيشون في بلدان تنعدم فيها حرية الصحافة. والغالبية تعيش في دول ليس فيها نظام ديمقراطي أو حيث توجد عيوب خطيرة في العملية الديمقراطية. تعتبر حرية الصحافة مفهوماً شديد الإشكالية لغالبية أنظمة الحكم غير الديمقراطية، سيما و ان التحكم بالوصول إلى المعلومات في العصر الحديث يعتبر أمراً حيوياً لبقاء معظم الحكومات غير الديمقراطية و يصاحبها من أنظمة تحكم و جهاز أمني. ولتحقيق هذا الهدف تستخدم معظم المجتمعات غير الديمقراطية وكالات إخبارية تابعة للحكومة لتوفير الدعاية اللازمة للحفاظ على قاعدة دعم سياسي و قمع (وغالباً ما يكون بوحشية شديدة عن طريق استخدام أجهزة الشرطة والجيش و وكالات الإستخبارات) أية محاولات ملحوظة من قبل وسائل الإعلام أو أفراد لتحدى "خط الحزب" الصحيح في القضايا الخلافية. وسيجد الصحافيون العاملون في هذه البلدان على حافة المقبول أنفسهم غالباً هدفاً لتهديدات متكررة من قبل عملاء الحكومة. و قد تتراوح هذه المخاطر بين تهديدات بسيطة على مستقبلهم المهني (الطرد من العمل، وضع الصحفي على القائمة السوداء) لتصل إلى التهديد بالقتل والخطف و التعذيب و الإغتيال. وقد اعلنت "مراسلون بلا حدود" أن 42 صحفياً قتلوا في عام 2003 لا أثناء تأديتهم لواجبهم كما أودع في نفس العام 130 صحفياً السجون بسبب نشاطاتهم المهنية.

نظرة تاريخية
الثورة الإنجليزية في عام 1688 نتج عنها سيادة البرلمان على التاج و فوق كل شيء حق التطور. كان جون لوك الملهم الرئيس لليبرالية الغربية. لأنه قرر منح بعضاً من حقوقه الأساسية في الدولة الطبيعية (الحقوق الطبيعية) للصالح العام، فقد وضع الفرد بعضاً من حقوقه في عهدة الحكومة. ودخل الناس عقداً إجتماعياً مع صاحبة السيادة (أو بمعنى آخر الحكومة) تضمن بنوداً لحماية هذه الحقوق الفردية نيابةً عن الناس حسبما كتبه جون لوك في كتابه اتفاقيتا الحكومة. كان لدى إنكلترا ولغاية العام 1694 نظاماً مفصلاً لمنح الإجازات. ولم يكن بالإمكان نشر أي منشور بدون رخصة من الحكومة. وقبل خمسين عاماً أثناء الحرب الأهلية كتب جون ميلتون كراسه المعنون Areopagitica . وقد إنتقد ميلتون في كراسه ذاك نظام الرقابة الذي تفرضه الحكومة وسخر من تلك الفكرة حينما كتب يقول "فيما يمكن للمدينين و الجانحين أن يسافروا إلى خارج البلاد من دون وصي، فأن الكتب غير المسيئة لو أرادت أن تمشي خطوات فإنها لا يمكنها ذلك من دون سجان مرئي فوق عناوينها". ورغم أن المقالة تلك لم يكن لها تأثير كبير حينها في وقف ممارسة منح التراخيص الحكومية للمنشورات، إلا أنها ستُعد فيما بعد من الأعمدة الرئيسية لحرية الصحافة. حجة ميلتون القوية تمثلت في قوله بأن الفرد قادر على التعامل المنطقي وتمييز الخطأ من الصواب و السيء من الجيد. و لكي يكون من الممكن ممارسة هذا الحق المنطقي ينبغي أن تكون للمرء الحرية الكاملة للإطلاع على آراء في "مواجهة حرة و مفتوحة". وقد نشأت عن كتابات ميلتون مفهوم "السوق المفتوحة للآراء": حينما يتجادل الناس مع بعض فإن الحجج الجيدة هي التي تسود. من أنواع التعبير الذي كان مقيداً في إنكلترا ذلك الذي يحظره قانون التشهير التحريضي والذي جعل من مسألة إنتقاد الحكومة جريمة يحاسب عليها القانون. وكان الملك فوق كل الإنتقادات وكانت التصريحات التي تنتقد الحكومة محظورة بقانون محكمة Star Camber (وهي محكمة قانونية في القصر الملكي في ويستمنستر بدأت أولى جلساتها عام 1487 وز إنتهت أعمالها في 1641 حينما ألغيت المحكمة). لم تكن الحقيقة المجردة دفاعاً قوياً أمام قانون التشهير التحريضي، لان هدف القانون كان منع ومعاقبة كل إنتقاد يوجه إلى الحكومة. تعاطي ستيوارت مل مع إشكالية السلطة في مواجهة الحرية كان ينبع من وجهة نظر القرن التاسع عشر النفعية: أي للفرد حق التعبير عن نفسه طالما أنه لا يؤذي الآخرين. والمجتمع الجيد هو المنجتمع الذي يتمتع فيه أكبر عدد من أفراده بأكبر قدر من السعادة. بتطبيق المباديء العاتمة لحرية الفرد يقول ستيوارت مل بأننا لو أسكتنا رأياً واحداً فإننا نكون بذلك قد أسكتنا حقيقة. ولهذا فإن حرية الفرد في التعبير من هذا المنطلق أمر صحي وفي صالح المجتمع. وفي كتابه (حول الحرية) عبّر مل عن تطبيق المباديء العامة لحرية التعبير حين كتب قائلاً: " إذا كان البشرية جمعاء متفقين على رأي معين و هناك شخص واحد له رأي مغاير فليس بيد البشرية أي مبرر لإسكات رأي هذا الفرد بالضبط كما أنه ليس من حق ذلك الفرد و ليس مبرراً له إسكات البشرية جعاء".

ألمانيا النازية
دكتاتورية أدولف هتلر قمعت حرية الصحافة بشكل كامل. فلم يكن مسموحاً للصحفيين كتابة أي شيء ضد هتلر و إلا كانوا سيخاطرون بالتعرض للسجن و حتى الموت. وكان النازيون هم دائما من يستغل الدعاية في صحفهم ووسائل الإعلام الأخرى.

الولايات المتحدة الأمريكية
صدرت أول صحيفة في المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية وكانت "السلطة" تصدرها أي بمعنى أنها كانت تصدر بموجب ترخيص من الحكام الاستعماريين. وأول صحيفة دورية صدرت كانت (Boston News- Letter) وكان يصدرها جون كامثبيل، وكانت صحيفة أسبوعية بدأ صدورها عام 1704. وكان الحكام الاستعماريون الأوائل إما مدراء دوائر بريد أو ناشرين حكوميين، ولهذا كان من غير المحتمل أن يتحدوا سياسات الحكومة. أول صحيفة مستقلة صدرت في المستمعرات البريطانية كانت صحيفة (New-England Courant) وكان يصدرها في بوسطن جيمس فرانكلين صدر أول عدد منها عام 1721. بعدها بسنوات قليلة إشترى شقيق فرانكلين الأصغر – بنيامين- صحيفة (Pennsylvania Gazette) التي كانت تصدر في فيلادلفيا والتي أصبحت صحيفة بارزة في العهد الاستعماري. تم خلال تلك الفترة إلغاء نظام التراخيص للصحف فتسنى لها الصدور بحرية ونشر ما تريد من وجهات نظر مخالفة ولكنها كانت خاضعة للعقوبات بموجب قانون التشهير أو حتى قانون التحريض إذا كان ما تنشره من آراء يشكل تهديداً للحكومة. ويعود مفهوم "حرية الصحافة" الذي تم تضمينه في دستور الولايات المتحدة بالأصل إلى قضية محاكمة جون ثيتر زينتر من قبل الحاكم الاستعماري في نيويورك في عام 1735. وقد حصل زيتر على حكم بالبراءة من التهم الموجهة إليه بعد ان دفع محاميه أمام المحلفين (وخلافاً للقانون الإنكليزي العريق) بالقول أنه ليس هناك أي تشهير حينما يتم نشر الحقيقة. ولكن حتى بعد هذه القضية الإحتفالية تمسك الحكام الاستعماريون و الجمعيات الوطنية بصلاحية مقاضاة وحتى سجن الناشرين الذين ينشرون وجهات نظر مغايرة للحكومة. وخلال الثورة الأمريكية إعترف القادة الثوريون بالصحافة الحرة كعنصر من عناصر الحرية التي سعوا للحفاظ عليها. وقد جاء في إعلان فيرجيينا للحقوق (في 1776) بان: "حرية الصحافة إحدى أهم أسس الحرية ولا أحد يقيدها أبداً سوى الحكومات الإستبدادية". وعلى نفس المنوال ورد في دستور ماساشوسيتس (في عام 1780): " إن حرية الصحافة أمر أساسي لضمان الحرية في الدولة: ولهذا يجب ان لا يتم تقييدها في هذا الكومنولث". وعلى هدى هذين المثالين حرم التعديل الأول على الدستور الأمريكي؛ الكونغرس، من سلطة إختزال حرية الصحافة وكذلك حرية التعبير المرتبطة بها إرتباطاً وثيقاً.