2009/10/27
ماذا تفعل عند الخوف والارتباك قبل الالقاء
تعرف على سرعتك الإلقائية
تعرف على سرعتك الإلقائية
مهارات وفنون إلقائية:
مهارات وفنون إلقائية:
- تذكر معي مرة أخرى أهمية إخلاص عملك هذا لله .. وأن الله سيوفق من أخلص له.
- لا تكن خطبتك بتراء أو شوهاء أو جذماء. فالبتراء : الخطبة التي لا تفتتح بالبسملة والحمد لله. والشوهاء : الخطبة التي تخلو من القرآن الكريم. والجذماء : الخطبة التي تخلو من الشهادة بعد الحمد. أذكر هدفك ولخصه وأعطي نبذة عامة عن الموضوع وتسلسل نقاطه.
- لجذب الجمهور وإثارتهم في البداية جرب أحد النقاط التالية في حديثك :
1- أذكر قصة مثيرة وغير معروفة.
2- اعرض صورة أو دعهم يشاهدون شيئاً.
3- أسال سؤالاً مثيراً غير واضح الإجابة ودعهم يفكرون في الجواب.
4- أذكر حقيقة أو بياناً مذهلاً أو اذكر إحصائية تدهش المستمعين.
- حاول أن تحفظ غيباً ما ستقوله في أول دقيقة فهذا يزرع ثقة المستمعين فيك من البداية ويشعرون أنهم بحاجة للاستفادة منك.
- يقول كارين كاليش ( إن لديك 30 ثانية إلى دقيقتين كي تستحوذ على انتباه الجمهور، والجمهور يكوّن عنك فكرة في هذه الفترة القصيرة ولهذا فأنت تحتاج إلى لفت أنظارهم والاستحواذ عليهم من اللحظة الأولى). إن من الخطأ الفادح .. واللبس الواضح .. الذي يقترفه الملقي في المقدمة الاعتذار بأن يقول ( أنا لست بالخطيب البارع.. ولا الملقي المتميز .. إنما أحرجني أحدهم لأتحدث أمامكم .. فليس لدي الجديد.. وإنما فقط للتذكير .. وعذراً إن أمللتكم في الدقائق القادمة).غفر الله لك أتقول هذا في المقدمة ثم تريد منهم التركيز معك أو أن يعيروك أي اهتمام ؟!! بعد هذه الافتتاحية السوداوية حتى وإن أبدعت في موضوعك وأتيت بكل جديد .. واستعملت كل فن في الخطابة والإلقاء .. فلن تغتفر لك هذه الزلة في فن الإلقاء طالما كنت تطمح للوصول إلى مراتب الخطباء والعظماء .. لأن القاعدة الحقيقية والواقع الميداني يحكيان أن المستمعين يتأثرون بالبداية ويعلق في أذهانهم الطابع الذي همس به الملقي في آذانهم وخاصة إذا كان يتحدث عن نفسه وهو أعلم بها ،و إن كان يقولها بعضهم من باب التواضع ولكن حقيقة ليس هذا موضعه فبهذه الكلمات تتزعزع ثقة المستمعين بالمتحدث .
- لا تقلد غيرك في صوته أو نظرته أو لبسه أو طريقة حركته ( ولا مانع من أن تستفيد من تميز الآخرين).
- اجعل حركتك طبيعية وتحدث وكأنك تتبادل الحديث مع صديق في الشارع ، ألست طبيعياً آنذاك ؟. إذن كن طبيعياً هنا.
- لا تقعر الكلام( وهي : الفصحى المبالغ بها ) ولا تتكلف استعمال أسلوب بلاغي أو سجعي فلن تبدو طبيعياً.
- إذا ذكرت معلومات أو إحصاءات غريبة وهي بالفعل صحيحة تماماً فلا تترك مجالاً للشك فيها بل أذكر أنك راجعتها مرتين مثلاً .
- مما يجعل الناس تتفاعل وتنجذب مع الملقي هو أن يتقن هذه المهارة الخفية التي قد تخفى على الكثير وهي :أن تجعل نفسك أحد هؤلاء المستمعين واجعل نفسك ليس كأي واحد منهم بل لتكن أنت المستمع المتفاعل من بينهم بحيث تظهر ما تتوقع داخل الجمهور تجاه كلامك بمعنى :أنك تفاعل تماماً مع كلامك فتغضب في حال الغضب وتظهر ذلك على قسمات وجهك ثم تتفاعل أخرى في حال الضحك فتتبسم وتضحك وهكذا في ثالثة تسخر في حال السخرية ،ولتكن جميع هذه التفاعلات التي تقدمها للجمهور واضحة من خلال نبرات صوتك
- خلال حديثك يمر بك كلمات هامة جداً وتشعر أنه من واجبك كشخص مخلص في أداء عمله وإيصال معلومته أن توضح للمستمعين أن هذه الكلمات مهمة ويجب التركيز عليها وفهمها جيداً .فماذا تُراك تفعل في مثل هذه اللحظات ؟إن أفضل وأنجح طريقة توصلك إلى أن يركّز الجمهور على مثل هذه الكلمات هو: أن تقلل من سرعتك الإلقائية ثم تضغط بصوتك على هذه الكلمات حتى لا تكاد أن تخرجها من مخارجها .. وفي تلك اللحظات فسترى جميع المستمعين مشدودين إليك تماماً .. جرّب وسترى ! وما دمنا أنني قد أفشيتُ لكم العديد من أسرار الإلقاء فأليك هذا السر أيضا ويسمى ( الوقفات السحرية ) هذا السر سهل جداً ولا يحتاج منك إلى أي مجهود . كيف يكون ذلك ؟ فالجواب هو ( أن تعلم كيف تستخدم قوة الصمت ولو لثوان ) وذلك بأن تكون منهمكاً في شرح موضوع معين مستخدماً في ذلك جميع قواك العقلية والحركية والكلامية ثم وفي لحظة مفاجئة تقف عن الكلام وتصمت لمدة خمس ثوان فقط .. فهذه اللحظات البسيطة تجعل الجميع مباشرة ينظر إليك .. فالنائم يستيقظ .. والسرحان ينتبه .. فيحسن بك أن تستغل انتباه الجميع بأن تذكر شيئاً مهماً لديك مادمت أنك قد أحسنت بأن جذبت الأنظار وقبلها العقول . - ولكن هناك وقفات مهمة لابد منها مثل عند انتهاءك من جزئية والانتقال إلى أخرى حتى تشعرهم بالانتقال إلى موضوع جديد ..وتذكر أن الوقفات الهامة تبدو لديك أطول مما تبدو للجمهور فلا تستعجل .. وإليك أوقات الوقفات الخمس للإلقاء الفعّال :
1- بعد البدء
2- قبل الكلام
3- قبل أن تسأل
4- قبل البدء الجديد
5- قبل (شكراً).
- هل تعلم أن : القط له أكثر من 100 صوت – وأن الكلب له عشرة أصوات فقط – وأن الزرافة ليس لديها حبال صوتية ...الخ الخطأ المتكرر والروتين القاتل هو الرتابة الصوتية لدى الملقي بحيث أنه يستمر على نبرة واحدة لا يغيرها إلا في النادر .. وذلك جلي وملاحظ يسمعه الطالب من أستاذه ويراه المستمع في خطيب الجمعة .. فمن المناسب لتجنب مثل هذه الرتابة أن تكثر من رفع صوتك وخفضه .. وأساس مهم في الإلقاء هو تغيير نبرات الصوت حسب ما يقتضيه الحال فمثلاً : عندما تحتاج أن تتحدث عن الغرور فيلزمك أن تضخم صوتك لأن حال الغرور يقتضي ذلك .... وغير ذلك من الأمثلة .
- أحذر و ابتعد عن استخدام بعض الكلمات المملة مثل : آه .. آه ، في الحقيقة ، بصراحة ، بالفعل ، كما تعلمون .
كيف تعد وتحضر موضوعاً ناجحاً ؟؟؟؟؟
صفات الخطيب المتميز
2009/10/25
فن الخطابة
صفات الخطيب : قوة الذاكرة – سعة المعارف – قوة الملاحظة – حضور البديهة – رباطة الجأش والثقة بالنفس – قوة الشخصية – قوة الحماس والعاطفة – المشاركة الأخوية – الصبر والثبات والاحتساب – طلاقة السان – التجمل في المظهر والملبس – القدرة على مراعاة مقتضى الحال .
ثالثاً: فترة الأسئلة والأجوبة :
أولاً: إعداد الموضوع والتحضير للخطبة أ - أسلوب التدرج 1 - اعتبارات تمهيدية (أ) إعرف مستمعيك أول خطوة في التخطيط للخطبة هي معرفة جمهور المستمعين. فعليك مثلاً إن تعي طبيعة المجموعة التي - ستتحدث إليها والقضايا التي تهم الحاضرين، ومن تحدث إليهم قبلك، وما مواقف المستمعين تجاه موضوع الحديث. كما ينبغي التعرف على أي عناصر مشاكسة موجودة بين الحاضرين والعناصر « الصديقة » أو المتعاطفة مع آراء المتحدث. (ب) أكّد مصداقيتك يستجيب الجمهور المستمع للمتحدث إذا اقتنع بمصداقيته. ولتأكيد هذه المصداقية فإن على المتحدث إن يكون على دراية تامة بالموضوع الذي يتنأوله، وإن يكون بإمكأن مستمعيه إن يصدقوه فيما يطرح من أفكار، وإن تكسبه تصرفاته حب الجمهور وإقباله عليه.
2 - إعداد الخطبة :(أ) حدَّد الموضوع : اختر الموضوع المناسب لخطبتك وحدد عنوإنه وعناصره بدقة، وضع خطة شاملة، مستحضراً الأسباب التي تجعلك تعتقد بإن هذه القضية هامة للمستمعين مبيناً ضرورة طرحها أمام الرأي العام، مع توضيح مرامي الخطبة. ( ب ) حلّل الموضوع: اشرح الخلفية التاريخية وإذكر دروس الماضي وضع الموضوع في إطاره العملي والواقعي. من إنجع الوسائل ترتيب المادة حسب المواضيع وليس على أساس زمني أو تاريخي، كما إنه من المهم إن يعي الجمهور بوضوح لمإذا أصبحت هذه القضية هامة في هذا الوقت خاصة. (ج) عرض الأمثلة: اضرب أمثلة محددة إذا توافرت، من الماضي الإسلامي وغير الإسلامي، أو قصصاً تصويرية أو لُغزاً أو شعاراً، وناقش ما اقترح من حلول لوقائع تاريخية مشابهة وما حققته تلك الحلول من نجاح أو إخفاق. امّا إذا كانت القضية جديدة تماماً فناقش أوجه الشبه أو التباين بينها وبين حالات سابقة. (د) شخّص المشكلة واقترح الحلول: ابدأ بتشخيص المشكلة بشكل إبداعي مستشهداً بالأيات القرإنية التي تعين في البحث عن الحل، وارجع إلى السنّة الشريفة لمزيد من التوضيح. افحص إمكأن تطبيق المبادئ القرإنية في واقع المسلمين اليوم، وخذ في حسابك ما طرح من اجتهادات في تفسيرها كمحأولة للتوصل إلى الحل، وقدم اقتراحات لحلول جديدة في إطار مقاصد الشريعة الغرّاء حين لا توجد النصوص المباشرة في القضية محل البحث. (هـ) الخاتمة : هناك فرعإن للخاتمة أحدهما علمي منهجي، والثإني تربوي، يشتمل الأول على: تلخيص أساسيات الموضوع في نقاط محددة لا تتجأوز الخمس كي يسهل استيعابها واستذكارها. أهم النتائج العلمية والعملية التي تمخضت عنها الخطبة. فتح آفاق جدية للبحث والتأمل. أما الثإني التربوي فهو إن تختتم حديثك بثلاث نقاط: التواضع وهو تاج الحكمة والاعتراف بقصور العلم البشري مهما اتسع. التفاؤل والتأكيد على إن الله سبحإنه وتعالى قد جعل لكل شيء سبباً ولكل داء دواء وإن الأمة قادرة على اكتشاف تلك الأسباب والأدوية وإقامة مجتمع أفضل. التقدم بالشكر والتحية للمنظمين وللمستمعين. تذكر إن الحديث الجيد هو الذي يبدأ بمقدمة وافية تضع الموضوع في إطاره الصحيح وتساعد المستمع على الفهم والاستيعاب، ثم ينأول نقاط الموضوع الرئيسة بدقّة، مع عرض الاستنتاجات والنتائج في خلاصة أخيرة تنتهي في الزمن المحدد للكلمة، فالالتزام بالوقت أمر هام، ويجب الحرص على إلقاء الكلمة بكاملها مع الاختصار كلما دعت الضرورة.
2009/10/24
ووترجيت
تختلف ووترجيت عن معظم ما سبقها من فضائح سياسية، حيث لم تؤد فيها الأطماع الشخصية -على مايبدو ـ دورًا مهما. إنما كانت ووترجيت بمثابة ضربة سددت لواحدة من أهم دعائم الديمقراطية، ألا وهي حرية ونزاهة الانتخابات.
وتضمنت أعمال ووترجيت التنصُّت على المكالمات الهاتفية وانتهاك العديد من قوانين تمويل الانتخابات، وأعمال التخريب والإعاقة، ومحاولة استغلال مصالح حكومية للإضرار بالخصوم السياسيين. وانصبَّت الفضيحة على محاولة التستر على كثير من تلك الأفعال. وقد وُجه الاتهام لنحو 40 شخصًا لارتكابهم جرائم متعلقة بالفضيحة نفسها أو جرائم ذات صلة بها. واعترف معظم هؤلاء بجرائمهم، أو أدانتهم هيئات المحلفين.
وفاق عدد كبار موظفي الحكومة المتورطين في ووترجيت عدد المتورطين في أي فضيحة سياسية سابقة. وفي عام 1975م أسفرت التحقيقات عن إدانة المدعي العام الأسبق جون ميتشيل واثنين من كبار معاوني نيكسون هما جون إرليكمان و هـ. هولدمان لارتكابهما جرائم يحاسب عليها القانون. وفي نفس العام، اعترف وزير التجارة الأسبق موريس ستانس مدير حملة إعادة انتخاب نيكسون بارتكابه الجرائم المتهم بها في قضية ووترجيت، وحُكم عليه بغرامة قدرها 5,000 دولار أمريكي. وأسفرت القضية أيضًا عن استقالة المدعي العام ريتشارد كلايندنست عام 1973م.
الاقتحام والتستر. أخذت الفضيحة تسميتها من اسم مجمع ووترجيت السكاني والتجاري الكائن في واشنطن العاصمة. وفي يوم 17 يونيو 1972م، قبض رجال الشرطة على خمسة رجال بتهمة اقتحام مقر الحزب الديمقراطي في مجمع ووترجيت. وكان من بين المقبوض عليهم جيمس مكورد الأصغر، منسق الأمن في لجنة إعادة انتخاب نيكسون. ووجه الاتهام للرجال الخمسة لارتكابهم عددًا من الجرائم، منها الاقتحام بغرض السرقة والتصنت على المكالمات الهاتفية. وفي يناير 1973م، اعترف خمسة أشخاص من بين المتهمين السبعة منهم هَنت أنهم مذنبون، بينما أدانت هيئة المحلَّفين الاثنين الآخرين وهما لدي ومكورد.
وكان سكرتير نيكسون الصحفي قد أعلن مراراً أنه ما من عضو من أعضاء هيئة موظفي البيت الأبيض متورط في الفضيحة. ولكن الصحافة وجدت الدليل على أن بعض معاوني الرئيس في البيت الأبيض كانوا قد قاموا بتمويل عمليات تخريب وتجسس ضد المتقدمين للترشيح لمنصب الرئاسة من قبل الحزب الديمقراطي لعام 1972م. وقد تزعَّم التحقيق في الموضوع اثنان من مراسلي صحيفة الواشنطن بوست هما كارل برْنستين وبوب ووُدْوارد.
وفي أوائل عام 1973م ظهرت أدلة تربط بين عدد من كبار رجال البيت الأبيض وخُطَط اقتحام مبنى ووترجيت، أو بينهم وبين محاولة إخفاء أدلة تثبت تورط بعض أعضاء إدارة الرئيس نيكسون في الموضوع. وكانت الأدلة تشير إلى أن بعض المسؤولين في البيت الأبيض قد حاولوا توريط هيئة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في عملية التستر، بزعم أن الموضوع متعلق بالأمن القومي.
وفي 30 أبريل عام 1973م قرر نيكسون أنه لا علاقة له بالتخطيط لعملية اقتحام مبنى ووترجيت أو التستر عليها، ووعد أن وزارة العدل سوف تُعين وكيل نيابة خاصا لتولي القضية. وفي شهر مايو عُين لتولي هذا المنصب أرشيبالد كوكس الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة هارفارد. وفي شهر مايو أيضًا بدأت لجنة مجلس الشيوخ المختارة لبحث نشاطات حملة الانتخابات الرئاسية، وبدأت جلسات الاستماع حول قضية ووترجيت. وصار جون و. دينْ الثالث، مستشار الرئيس السابق، الشاهد الرئيسي ضد نيكسون في تلك الجلسات. واعترف دين أنه أدى دورًا مهمًا في محاولة البيت الأبيض التستر على الفضيحة، وصرح بأن نيكسون كان على علم بنشاطاته في هذا الصدد. كما كشف دينْ عن خطط إدارة نيكسون لاستغلال مصلحة الإيرادات الداخلية (الضرائب) وهيئات حكومية أخرى لمعاقبة خصوم كان البيت الأبيض يضعهم فيما يُسمى بقوائم الأعداء. وقد حُكم على دين فيما بعد بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات. وبعد أن أمضى في السجن أربعة أشهر، خفض الحكم الصادر ضده وأطلق سراحه.
الجدل حول الشرائط. في شهر يوليو نما إلى علم اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ سالفة الذكر أن نيكسون كان قد دأب منذ عام 1971م على تسجيل ما يجري من محادثات في غرف مكتبه بالبيت الأبيض على شرائط. وكانت اللجنة والأستاذ كوكس يعتقدان أن أشرطة التسجيل هذه يمكن أن يكون فيها الإجابة عن أسئلة أساسية أثيرت أثناء التحقيقات التي قاموا بها. ومن ثم، طالبوا نيكسون بتسليمهم أشرطة معينة، ولكنه رفض أن يفعل ذلك مُدعيًا أن الدستور يعطيه الحق في الحفاظ على سرية الأشرطة، وقرر جون ج. سيريكا قاضي الدائرة في المحاكم الفيدرالية أن يستمع إلى الأشرطة بنفسه وأمر نيكسون بتسليمه إياها. واستأنف نيكسون الأمر الصادر إليه، ولكن محكمة الاستئناف الفيدرالية أيدت قرار سيريكا.
وفي أكتوبر عرض نيكسون أن يقدم ملخصات للأشرطة ولكن كوكس صرح بأن الملخصات لن تكون مقبولة كدليل في المحكمة ورفض العرض. وأمر نيكسون المدعي العام إليوت ل. ريتشاردسون بفصل كوكس من وظيفته، ولكن ريتشاردسون رفض الانصياع للأمر وقدم استقالته. كذلك قدم وليم د. ركلشوس، نائب المدعي العام استقالته عندما طلب منه نيكسون فصل كوكس. عندئذ عين نيكسون المحامي العام روبرت هـ. بورك قائمًا بأعمال المدعي العام، فقام بفصل كوكس، وحل ليون جاورسكي، وهو محام مشهور من تكساس محل كوكس فيما بعد.
أغضبت تصرفات الرئيس كثيرًا من الأمريكيين. وفي أكتوبر بدأ عدد من أعضاء مجلس النواب إجراءات توجيه الاتهام إليه تمهيدًا لعزله. وقبل نيكسون في وقت لاحق من عام 1973م تسليم الشرائط المطلوبة إلى القاضي سيريكا.
وتبين اختفاء شرائط تسجيل ثلاث محادثات رئيسية، وصرح البيت الأبيض أن جهاز التسجيل لم يكن يعمل بصورة سليمة أثناء تسجيل اثنتين من تلك المحادثات، وأن الشريط الثالث مُسح بطريق الخطأ.
في أبريل 1974م، أصدر جاورسكي أمرًا قضائيا إلى نيكسون بتقديم شرائط التسجيل والوثائق الخاصة بأربع وستين محادثة من محادثات البيت الأبيض إلى المحكمة. وقال جاورسكي إنَّها تحتوي على أدلة تخص قضية التستر. وفي نهاية شهر أبريل، أفرج نيكسون عن 1,254 صفحة تمثل نسخة كتابية مُحررة من محادثات البيت الأبيض وقال إنها تحكي قصة ووترجيت بالكامل.
ومع ذلك فقد أصر جاورسكي على ضرورة الحصول على الأشرطة والوثائق الأصلية التي سبق أن طلبها. ومرة أخرى ادعى نيكسون أن الدستور يعطيه الحق في حماية سرية الوثائق. عندئذ رفع جاورسكي قضية ضد نيكسون أمام المحكمة الفيدرالية. وفي شهر يوليو أمرت محكمة الولايات المتحدة العليا نيكسون بتسليم المواد المطلوبة إلى جاورسكي، وأصدرت حكمها بالإجماع بأنه ليس من حق أي رئيس للولايات المتحدة حجب الأدلة في قضية جنائية.
محاكمة التستر. في مارس 1974م قدم سبعة من كبار المسؤولين السابقين في إدارة نيكسون يمثلون أعضاء لجنة إعادة انتخابه إلى المحاكمة بتهمة التآمر للتستر على جريمة اقتحام ووترجيت بغرض السرقة. وكان من بين المسؤولين المتهمين إرليكمان، رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الداخلية، وهولدمان، رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، وميتشل، المدعي العام.
استمرت المحاكمة في هذه القضية من أكتوبر 1974م حتى يناير 1975م. وقد حُكم بإدانة كل من إرليكمان وهولدمان وميتشل لثبوت تهم التآمر وإعاقة وتضليل العدالة عليهم، وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين عامين ونصف العام وثمانية أعوام. وقد خُففت الأحكام فيما بعد إلى مدد تتراوح بين عام وأربعة أعوام.
استقالة نيكسون. تعرض الرئيس نيكسون في يوليو 1974م لنكسة كبيرة أخرى، عندما أوصت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب بتوجيه الاتهام إليه، تمهيدًا لمحاكمته وعزله. واعتمدت اللجنة ثلاثة بنود للاتهام لعرضها على مجلس النواب بكامل هيئته للنظر وإبداء الرأي. وقد انطوى البند الأول على اتهام نيكسون بإعاقة العدالة في الفضيحة المذكورة. أما البندان الآخران فيتهمانه بسوء استعمال السلطات الرئاسية ومخالفة القانون بحجب الأدلة عن اللجنة القضائية.
استمر محامو نيكسون الرئيسيون في الدفاع بأن الرئيس لم يرتكب أي خطأ يستوجب توجيه الاتهام إليه وعزله. وفي الخامس من أغسطس، أفرج نيكسون عن مزيد من النسخ الكتابية لتسجيلات محادثات البيت الأبيض، أقنعت معظم الأمريكيين أن نيكسون كان قد سمح بالتستر على موضوع ووترجيت على الأقل منذ 23 يونيو 1972م؛ أي بعد ستة أيام من حادثة الاقتحام. وفقد نيكسون على الفور تقريبًا كل ما كان قد تبقى له من تأييد في الكونجرس فقدم استقالته يوم 9 أغسطس وتولى نائب الرئيس، جيرالد فورد، منصب الرئاسة في نفس اليوم. وفي 8 سبتمبر، عفا الرئيس فورد عن نيكسون فيما يختص بكل الجرائم الفيدرالية التي يمكن أن يكون قد ارتكبها أثناء قيامه بعمله رئيسًا للولايات المتحدة.
آثار أخرى لووترجيت. في 1974م وافق الكونجرس على إجراء تعديلات بخصوص تمويل الحملات الانتخابية الفيدرالية. يحدد بعضها المبالغ التي يمكن أن يقدمها المتبرعون إلى المرشحين لمنصب الرئيس أو لمنصب نائب الرئيس أو لعضوية الكونجرس، وبعض التعديلات الأخرى تتطلب تقديم تقارير تفصيلية بكل التبرعات والمصروفات. وقد حدد عدد من مجالس الولايات التشريعية المبالغ التي يمكن التبرع بها، كذلك المبالغ التي يمكن صرفها في الحملات الانتخابية. كما اعتمدت قواعد أخلاقية يلتزم بها موظفو الحكومة.
كيف تصبح كاتب وإعلامي ناجح:
.jpg)
معظم كبار الكتاب - في الشرق والغرب - بدأوا او واصلوا الكتابة في المطبوعات الدورية الصحفية , قبل او بعد الانصراف لتأليف الكتب . هذه الظاهرة ما زالت سائدة وشائعة حتى هذه الايام . معظم الكتاب المعروفين المعاصرين نجد اسمائهم في الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية - متخصصة او غير متخصصة . وللظاهرة اسباب عديدة ومتباينة , قد يكون من بينها العائد المالي السريع والمجزي - احيانا - خلافاً لعائدات الكتب القليلة والشحيحة . وقد يلجأ الكاتب الى الصحف , ليكون دائما في أذهان الناس وذاكرتهم , او التماساً لشهرة من خلال رأي او فكرة لا يتسنى له طرحها في كتاب باهظ التكاليف قليل التوزيع . لا يفترض في الصحفي العادي كاتب التحقيق او المقال ان يكون ذا باع طويل في معرفة تأليف الكتب والدراسات التخصصية , او الاطروحات الجامعية . يكفيه الوضوح والبساطة ومعرفة اسرار اللغة ومقومات الكاتب : كالدأب والصبر والجلد وامتلاك ناصية قدر معقول من ثقافة عامة . نصائح مهموسة : للذين يعتزمون بداية حياتهم المهنية بالكتابة للصحف والمجلات , تزجي معاهد تعليم الكتابة وترويج بضاعة الكاتب , بعض النصائح المهموسة : ألق نظرة متفحصة على موضوعات المطبوعة ( صحيفة او مجلة ) ومن نوعية المقالات والتحقيقات والافتتاحيات التي تزخر بها يمكنك الحدس بالخط العام الذي تنتهجه تلك المطبوعة , ومن ثم قدرة التخمين عن أي الموضوعات مستحب ومرغوب , وأيها نافر ومرفوض , استخدم تلك الايماءة بذكاء . فالصحف متعددة الوتجيهات والاهداف , ومنها ما يتوجه الى عمر معين , منها ما يتخصص بالثقافة , او الازياء او التغذية او الصحة وا الرياضة او التاريخ .. الخ . راقب ليس الموضوعات فقط , انما الصور المنشورة والرسائل الموجهة للمطبوعة , والعناوين الرئيسية والهامشية . انها تعطيك لمحة عن الفئة التي تتوجه اليها المطبوعة والشريحة البشرية التي تقرأها . وبالتالي تمدك بالافكار التي يمكن استثمارها عند الكتابة . انت لا تبيع كتابك للقراء مباشرة , انك تبيع - وبصعوبة بالغة - للمحرر وا سكرتير التحرير , وعليك ابهاره او اقناعه بجودة وجدة وجدوى كتابتك . فالمحرر مهما تظاهر باستغنائه عن موضوعات غير تلك التي يوفرها له المحررون الدائمون ( الموظفون ) فأنه لن يصمد طويلاً امام مقال جيد وجديد وفريد . المحرر او سكرتير التحرير لا يمكنه كتابة المجلة لوحده او اعتماد المحررين الدائمين .المجلات الناجحة دائما تعتمد على كتاب من خارج المؤسسة او حلقة المحررين الدائميين . أرسل وأرسل ولا تيأس : المحرر يعمد الى ملء صفحات مجلته بما بين يديه من مواد متاحة وفرها له المحررون , ولأن ماكنة الصحيفة دائمة الدوران لا تتوقف قط فأنه دائما فيشحة الى الجديد والمثير . اكتب للمجلة التي تستهويك موضوعاتها . ولا يحبطنك عدم النشر في الاسبوع الاول او الثاني . فقد تجد موضوعك - منشوراً بأسمك في الاسبوع الثالث او الذي يليه , وما عليك الا استثمار المبادرة بارسال موضوع ثان وثالث , وعندها ستجد نفسك صديقاً دائما للمجلة وتكون قد دخلت عالم الصحفي الخارجي ومهدت للدخول الى بلاط صاحبة الجلالة من البوابات الواسعة . اليقظة والذاكرة الحية والفكر الخلاق والضمير الواعي ونزعة الطفل المشاكس التي لا تكف عن السؤال , ولا تكتفي بأجابة ولا يقنعها جواب , هذه سمات الصحفي اضافة الى الصفات العامة الواجبة الحضور في الكاتب الاديب والكاتب الباحث . ثمة قول ينسب لأرسطو استخدمه الكاتب الانجليزي كبلنغ رايام , في كتابه الواسع الانتشار : الكتابة للمتعة والفائدة , يقول اني أسخر خمسة من المخلصين في أي عمل صحفي أقوم به , هؤلاء الخمسة هم أساتذتي : ماذا ولماذا ومتى واين وكيف ؟ ويضرب لنا مثلاً , يقول تخيل انك ذهبت لشاطئ النهر او البحر لتقضي عطلتك السنوية او عطلة نهاية الاسبوع وهناك شهدت الطحالب تمور وتروج مع الموج على الشاطئ وفي خضم الماء . هنا , ستغادرك كل رغبة في قضاء الاجازة على اي وجه :مستلقياً على الرمال محدقاً في الافق , سابحاً في المياه الدافئة الزرقاء , متلذذاً بطبق سمك مشوي تعبق رائحته في الجو , مستمتعاً بالثرثرة مع زميل او عابر سبيل , ستتوارى كل رغباتك تلك , ويتحرك فيك الحس الصحفي , عصا تلاحقك , افعى تلوب في صدرك ولا تترك لك فرصة او تستكن اوتستريح , طحالب على الشاطئ , ياللغرابة , ياللمتعة . ما هي هذه الطحالب ؟ كيف تتكاثر وتنمو ؟ من نوى أم جذور ؟ هل هي سامة ؟ نافعة, غير ذات منفعة ولا ضرر ؟ هل تنمو في المناطق الضحلة المياه, في المناطق الباردة ؟ الحارة ؟ كم هي بعيدة عن قاع البحر , هل تحتاج للهواء والضياء وهي على ذلك البعد , هل تحتاج لسماد ؟ كم عدد انواعها ؟ ما أشكالها ؟ ما ألوانها ؟ هل بالأمكان تسخيرها كغذاء , لسد النقص في سلة الغذاء العالمي مثلا ؟ هل صحيح انها وجبة شهية على موائد اهل اليابا ن؟ هل يمكن استعمالها كمطيبات لما لها من نكهة حادة غريبة ؟ هل من علاقة للطحالب بالبيئة ؟ تحسنها ؟ تزيد في حدة تلوثها ؟ ما تأثيرها في الاحياء المائية الاخرى ؟ بعد ان تتوارد كل تلك الاسئلة على ذهن الصحفي , ينقطع خيط التمتع بالعطلة وتبدأ المتعة بالكتابة . احد الصحفيين البريطانيين فعل هذا , فكتب لصحيفته , ثم لمجلة متخصصة , ثم لمركز بحث , ثم انتهى به الامر الى تأليف كتاب ضخم عن الطحالب والاعشاب البحرية في العالم , حقق مبيعات خيالية بعد ان اختار له عنواناً شيقاً استقاه من نتائج ابحاث مركز البحوث .مفاده ان كثيرا من المنشطات الجنسية تستخرج من خلايا طحالب البحر . " ابحث عن خصوبتك الجنسية تحت سطح البحر " . تبدو الكتاب للمجلات والصحف سهلة ويسيرة , وما هي سهلة ولا يسيرة سهولتها سهولة شرب الماء العذب المقطر من مياه البحر , معبأ في قارورة انيقة , جاهزاً وفي متناول اليد . عن ماذا تكتب وكيف ؟ في الصحافة هنالك دائما , موضوع ناجز للكتابة , يفتح ذراعيه مرحباً بأي طارق , ابتداء من سقوط طفل في حفرة مجار الى استقالة رئيس وزارة . كل شئ في هذا الوجود ارضاً وسماوات ومجرات يستحق الكتابة اذا عرف الكاتب من اين يبدا والى اين ينتهي . وهو لا يعدم ان يجد موضوعاً جديراً في كل دقيقة وعلى مدار ساعات الليل والنهار . الاصالة احد اعمدة الثبات التي يقيم عليها الصحافي بناء شواهق عمارته . والأسلوب الخاص , المتميز او المتفرد مطلوب يعززه حس مرهف وثقافة عامة وتوجه انساني نبيل . اشتراط الصدق والاصالة والنبل في كتابة الصحفي قبل اشتراطها في الكاتب الاديب منطقي . ففرصة قراءة كلماته وافكاره واراءه التي تعانق عيون القراء كل يوم , لا تتوافر للاديب الذي قد لا يقع كتابه بين يدي القارئ الا كل شهر او عدة شهور او حتى سنوات . وفعل القراءة اليومية في التوجية النفسي وعبر العقل الواعي واللاشعور فعل خارق كالسحر وا المعجزة , من هنا تجئ اهمية الصحفي وقدر مهماته الجليلة . وكلما عرف الصحفي دقائق الموضوع الذي يكتب عنه , واحاط ببطانته وخباياه كان ذلك أدعى لتحقيق النجاح المطلوب . وغني عن الذكر وجوب توافر الحد الاعلى من الثقافة , لتوطيد ثقة القارئ بكاتبه وما يكتب عنه . هل يضع الصحفي جزءا من ذاته في الموضوع الصحفي ؟ خبرته مثلا او تجاربه او همومه او جذله ؟ يبدو الامر مقبولا في مدارس تعليم الكتابة . بل يبدو محبباً ومحبذأ احيانا اذا اقتضى السياق ذلك الوجود , ولكن بحدود وضوابط . فليس مقبولا قط حشر الكاتب لنفسه في كل صغيرة وكبيرة والتحدث عن اولاده او حبيبته وا مرضه او هموم عمله . وليس معقولا ان يطل على القراء بطلعته الغير بهية في بداية كل مقال ونهايته . الصحفي , كأي كاتب يجد ضالته اينما سار , اينما حلق وحط , يجد ضالته ليكتب عنها , وقد تعينه الفهارس والقواميس والكتب , لكن مذاق الصحفي الحقيقي هو الرؤية . التأمل في كل شئ وتفحص كل شئ . من قائمة اعداد الطعام الى الامطار الصناعية ومركبات الفضاء . الكتابة عن موضوعات عادية اكتسبته اهميتها من انسانيتها :ان الاف الاطفال يموتون كل ساعة دون ان يسترعي موتهم انتباهة احد الا الكاتب الصحفي . الكتبابة عن طفل يصارع الموت بعد اصابته بالسرطان لكنه يدحره ويحاول الانتصار عليه فيعب من مباهج الحياة حتى اليوم الاخير , ويصر على رؤية مباراة في كرة القدم بين فريق يشجعه وخصمه قبل ان يغمض عينيه في اغفاءة اخيرة . اذا كان شرط الدقة والبساطة والوضوح واجباً في كل كتابة جيدة فانه في الكتابة الصحفية أوجب . مضافاً اليه شرط يبدو تعجيزياً الا وهو الايجاز . لما لصغر المساحة المتاحة في الصحف اليومية او المجلات الاسبوعية . ان وضع معلومة خاطئة فيموضوع ما , كاف لأن يلقمك حجراً ويسد طريقك بحجر . تذكر ان الاف القراء وربما الملايين سيقرأون ما كتبت , ولكثير منهم عيون مفتوحة وبصر نافذ وذاكرة نشطة وهو غيورون على ما يقرأون ومتطلبون كأقصى درجات التطلب . ومنهم من هو على استعداد للكتابة مندداُ او معترضاً على أي خطأ او تحريف او تضليل . ان التحذلق باستعمال كلمات عويصة على الفهم لمجرد ادعاء معرفة او التباهي بثقافة او الزهو بمكانة , سلاح صدئ كثيراً ما يرتد الى صدر الكاتب المدعي , فالقارئ ملول صدود , لن يكلف نفسه عناء فتح القاموس كل دقيقة ليستعلم عن معنى او يستوضح عن اصطلاح , الكلمات غير المتداولة والغريبة والتقعرة صعبة على القارئ العادي مستهجنة عند القارئ المتخصص . وهذا لا يعني التمادي في استعمال الالفاظ والكلمات البسيطة حد السذاجة , الكثيرة التداول حد الاهتراء . فالاغراق في التعالي على القارئ اوافتراض غبائه وتسطحه , يجعل من كلمات الموضوع كومة من فحم وسخام او كدساً من حجارة لا يتورع القارئ عن ركلها بقدمه ويمضى عنها دون ان يلتفت ولو التفاتة غضب . نوع الكتابة الصحفية الموضوع الذي يكتب للصحيفة , مجلة او جريدة , ليس محاضرة تلقى على طلاب مدرسة ابتدائية او مدرج جامعة , ليس رسالة دكتوراه ليس دراسة اكاديمية , ليس تقريراً ادارايا او سياسياً يقدم لرئيس مؤسسة , ليس خطبة في محفل . انه ليس احد تلك الانماط انما يتضمنها جميعا , فيا للعناء الذي يلقاه الصحفي وهو يحاول جمع كل تلك الانهار في مصب واحد ويدعو الناس للاغتراف والشرب دون غصه . الموضوع الصحفي الناجح , ينبغي ان يثير اهتمامات القراء على مختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية , انه يخاطب العامة والخاصة , المحترفين والهواة , انه يتوجه للطالب والاستاذ والاقتصادي والسياسي والاداري ورجل اعمال , يستدرجهم ويغريهم ويجرهم طواعية وعن رضى وطيب خاطر للقراءة . وفي اللحظة التي يكون فيها العنوان الموحي قد اثار شهية القارئ والبداية البارعة قد أنشبت أظفارها في عيونه , عند ذاك تجئبراعة الكاتب الصحفي ومهارته وقدرته على الامساك بتلابيب المتلقي ومنعه من القاء الصحيفة جانباً او ملالا وحمله على التهام الموضوع حتى اخر مضغة فيه . الجمل القصيرة افضل من الطويلة . وفي دراسة أعدتها احدى الجامعات الامريكية ثيت ان 10% من القراء فقط يفهمون الجمل الطويلة التي تزيد على 25 كلمة هذه القاعدة يمكن خرقها عند استثناءات الضرورة شرط الا تخب بجماليات الجملة ولا ببلاغة الكلمة , وقد ينصح بها الكاتب المستجد غير التمرس الذي لم يعجن الكلمات ويخبزها بعد . ولكن جعل كل الجمل قصيرة , مخل ايضا. فالموضوع واسلوب عرضه هو الذي يفرض نفسه في احتيار طول الجملة لا تتشبث بنوع واحد من الجمل ولا تشغل بالك بعد الكلمات كلما انتهيت من كتابة المقطع , ان ذلك يشتت الافكار و يفسد جمالية الفكرة , علاوة على انه مربك ومفسد لمتعة التواصل في الكتابة . الجمل الطويلة تهدهد القارئ وتدفعه للملال وربما للنعاس . اما القصيرة فتحفزه وتحثه وتدفعه للوثوب بين المقاطع بخفة وحيوية واندفاع . لا بأس ان يستعين الصحفي ببعض تجاربه الشخصية , وا تجارب الاخرين او اقوالهم , وما يتحصل له من قراءة المقتبسات او الفهارس او امهات الكتب على ألا يتمادى في الاتكاء على تلك الاراء او يتعكز على الكتب ز ليس هناك اسوأ من موضوع صحفي ,يبدأ بداية حسنة وينتهي بخاتمة غير موفقة .انه دلالة سيئة على الافلاس والعي واشارة على استنفاد كل ما في الجعبة من أفانين اللعبة , لا مناص من اختيار نهاية مقنعة للموضوع , سلباً كان ام ايجاباً , تأزماً كان ام فرجاً . ومهما كانت اسباب العجز عن ايجاد نهاية مقبولة فلا ينبغي التخلي عن بلوغ تلك الغاية .اما اذا كان العجز فادحاً فخير طريقة للتخلص من المأزق ترك النهاية مفتوحة , بأشراك القارئ وتوريطه في حيرة البحث الدائب عن نهاية معقولة للموضوع . اللقاء الصحفي من مزايا الصحفي الناجح قدرته على اجراء اللقاءلت مع الناس وادارته الحوار بلباقة وذكاء , بمهارة وحذق . خير مثال على ذلك حوارات البارع محمد حسنين هيكل مع القادة والزعماء الذين ادار معهم الحوار ومزج التاريخ بالجغرافيا بالسياسة بعبق البخور ونكهة التوابل . قد يتعلل كاتب مبتدئ ويبرر : من يرتضي مقابلتي وانا كاتب مبتدئ لم يسمع به احد ولا يثق بقداراته احد ؟ والجواب يحتمل الوجهين , فاذا كانت مقابلات الاثرياء والمشاهير والقادة وكبار السياسيين او رجال الاعمال , مقصورة على نفر معروف من الصحفيين فكيف يبدأ هؤلاء مهنتهم ؟ لقد بدأوا المقابلات من أسفل السلم . ثم ارتقت مهاراتهم بالصعود . ان الصحفي الناشئ لا يعدم ان يجد احدا يجري معه مقابلة ساخنة تتحدث عنها الاوساط الصحفية , الادبية , وربما السياسية . أحد الصحفيين في العراق اجرى مقابلة مع شحاذ . ثم اراد خوض تجربة المعاناة التي تحدث عنها وتفاعل معها , فخلع ثيابه الغالية وارتدى أسمال شحاذ , لشهر كامل وهو يعيش بين الشحاذين يأكل من طعامهم , ويتحدث أحاديثهم , ويتعرف الى مصطلحاتهم الغريبة ويفض أسرار المهنة , وكان تحقيقه عن الشحاذة والشحاذين مدار حديث المدينة لبعض الوقت . او ذاك الصحفي الذي اجرى لقاء مع المعوق النابغة الذي يرى الالوان باللمس بعد فقدانه البصر . او الحوار مع تلك المرأة التي أستطاعت الحفاظ بزوجها لمدة خمسة وعشرين سنة دون ان يخونها او تخونه . هناك مواضيع لا عد لها ولا حصر لها , نفر من الناس من كل الشرائح الاجتماعية ومن كل الاجناس . يمكن اجراء مقابلاات فيها متعة وطرافة وكدسمن خبايا الاسرار والمعارف . ثمة كتب عديدة بالانكليزية , تعلم فن أدارة الحوار وكيفية أنجاح مفابلة ببراعة ومهارة وحذق . في أثناء المقابلة لا تجعل من نفسك علامة له في كل علم باع . ولا تستصغر شأن نفسك فتبدو ضئيلا امام محدثك العملاق , حاذر من احراج الاخر - رجلا كان او امرأة - بالسؤال عن عمره وحسبه ونسبه او عائلته او عمله , او تحمله على فض سر من أسراره , استدراجاً وا عنوة . اللهم الا اذا رغب الاخر بذلك . او دعا اليه دعوة صريحة . البداية مهمة لكسب ثقة الاخر والفوز بأعجابه , ( ليس بالضرورة كسب محبته ) باضفاء انطباع التواضع مع ما عندك من علم غزير . وجمع الادب مع ما عندك من شهرة , أياك والتعالي عند التحدث مع محدثك , مهما كان شأنه او منزلته او مقامه , أنثر نثار الألفة والمحبة بينك وبين محدثك , وما ان تنكسر حلقة الثلج القائمة بينكما عند ذلك يمكن تنفس الصعداء , وتوجيه ما تشاء من الاسئلة دون اخلال بقواعد المقابلة او قوانينها او شروطها . لا ينصح ابتداء بتسجيل اي شئ على الورق قبل ان ينكسر جدار الثلج . فالشخص المقابل سيتحرز من كل كلمة يقولها , وسينصت الى نبض السؤال واحيانا سيزعجه حتى صرير القلم . من المستحسن توجيه سؤال للشخص : هل يمكنني تسجيل بعض النقاط للاستهداء ؟ ولكن احرص - في مقابلات من هذا النوع - ان تبدأ بتسجيل كل ما علق بذاكرتك حال انتهاء المقابلة . فالاسئلة والاجوبة ما زالت تنبض بحيويتها وحرارتها , اجلس للكتابة على التو لا تدع الامر لليوم التالي وا الساعات التالية . ستجد في الغد ان الموقد قد خبت جمراته , ولم يبق في الذاكرة الا اشباح اسئلة وظلال جواب . شيوع الات التسجيل الحديثة ساعد كثيرا على التخفيف من عناء الصحفي الذي يلتمس المقابلة . ولكن حتى مع الات التسجيل فكثرة من الشخصيات لا ترتضي تسجيل المقابلة على شريط اللهم ألا ان تكون محاضرة او ندوة للنقاش او للمداولة . ان اللجوء الى ألة التسجيل , يعفي الصحفي من كثير من الاتهامات التي قد يوجهها الاخر للصحفي , أنه تلاعب بالألفاظ او حور بالكلمات , حيث يمكن اعتماد التسجيل نفيا لكل اتهام او سوء فهم . ولا يغيب عن البال فحص جهاء التسجيل قبل البدء والتأكد من سلامة الشريط وصلاحية الجهاز للعمل , واصطحاب شريط أضافي تحسباً من طول المحاضرة او تشعب اللقاء . لقد ضيع كثير من الصحافيين أجمل اللقاءات واحلى المقابلات , حين اكتشفوا بعد العودة الى البيت ان الشريط قد حشر في الألة بعد الدقائق الاولى وليس على الشريط الا همهمة لا تكاد تبين . الكاتب الناجح لا يكتفي بالمقابلة , انه يود التواصل مع " ضحيته " لاستخلاص اكبر قدر من المعارف والمعلومات , سيما اذا كان الاخر شخصية مرموقة في الثقافة او الاقتصاد او العلوم . فيسأل عن امكانية أعادة الكرة كلما اقتضى الامر , ولا بأس من التبسط معه وطلب رقم هاتفه او عنوانه , ليهاتفه او يكاتبه كلما جد جديد . لا تكن خجولاً ولا متردداً . الصحفي البارع يتنامى بالأدب الجم , بالحياء , ويتضاءل بالخجل , يحييه الاقدام ويقتله التردد , وهو الذي ما اجل مهامه الكشف بالاقتحام . ان ارفاق المقابلة بصورة او صور معبرة عن الموضوع , يعزز من قيمتها الموضوعية والتوثيقية , ويمنحها عمقاً ودلالة . حبذا لو اصطحب الصحفي كاميرته معه عند التوجه لمثل تلك المهام . المقالة الصحفية : اذا كان من صلب وظائف الكتابة , الاخبار والامتاع والتأثير والاقناع , فأن المقالة الجيدة تؤدي وظيفتها على احسن وجه . المقالة - كما يصر على تعريفها د. علي جواد الطاهر - نوع من الانواع الادبية الانشائية , يعبر بها الاديب , نثراً عن حالة من حالات مشاعره او طور من اطوار حياته , فينتقل الى قارئه تأثره بما رأى او سمع او أحس , عبر صورة جميلة مستمدة من خيال صاحبها , فيستوهي القارئ بجمال ادائه وطراوة تجاربه , واذ هي بالاساس قائمة على اساس تجربة شخصية وان كانت الموضوعية السمة المميزة لها , وكلمة " المقالة " ليست غريبة على اللغة العربية , وان كانت دلالتها الفنية محدثة في الادب العربي . ولعل تاريخ المقالة بهذه الدلالة يرتبط بتاريخ الصحافة وهو تاريخ لا يزيد عمره اكثر من قرنين من الزمان بكثير . ومعنى ذلك ان المقال قد دخل الحياة الادبية بعد ان اخذ وضعه في الاداب الاوربية . وقد يعد بعضهم " رسائل اخوان الصفا " من قبيل المقالات الطويلة التي قد تستغرق عشرات الصفحات . اما المقالة في قالبها الحديث , فتتميز - بالقصر نوعاً ما - وبالايجاز , كونها لا تشمل كل الحقائق والافكار المتصلة بالموضوع , فليس لها سمات البحث , ولا اوصاف الدراسة , ولكنها قد تختار جانباً واحداً من جوانب الموضوع لتجعل منه محل اعتبار . وهنا تجئ براعة الكاتب . وتتجلى براعته في اختيار الموضوع وكيفية عرضه وانتقاء ما يغنيه بالمعلومة الدامغة او الرقم الدال والحذق الكافي لتوزيع درجات القوة بين ثنيات الحقائق الواردة فيها مع ما يقتضي من المهارة في أضافة الوشي للاستهلال , وتقطير الخاتمة كتقطير العطر من مجموعة الزهور . واذا كان المقال قد أعفي من ان يكون حشداً متراكماً من المعلومات وا ان يثقل الكم الهائل من المعرفة للقارئ , فهو لابد من ان يحمل شيئاً من شخصية الكاتب , لا في أسلوبه فحسب , بل في نوعية المواضيع التي يختارها موما يضيف اليها من خبرته الشخصية وتجاربه في الحياة . وقد يبدأ المقال فكرة في رأس الكاتب , تختمر في ذهنه وتنمو حتى تأخذ شكلها السوي الاخير وهي من تلك الفترة تتغذي وتستقي من ملاحظاته وتأملاته المتعددة , ومن لقائه بالناس , وزياراته للاماكن. لذلك قلما يخلو المقال الناجح من المثل والطرفة والحكاية والمصطلح والنادرة واللمحة التاريخية . والدالة الجغرافية وغير ذلك . ولما لم يكن للمقال ميدان محدد , فقد أستغل حريته ليتوزع على أكثر من فن ويلبي الحاجة على أكثر من صعيد , فهناك المقال السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنقدي والادبي والرياضي والى غير ذلك وفي شتى الحقول . وكثيراً ما نعتت الصحافة العربية في مطلع هذا القرن انها صحافة مقال , اذ كانت المقالات تشكل الوجبة الرئيسية من صحف تلك الايام . حيث أستقطبت اقلام عمالقة الكتاب من ذلك الجيل . والذين أثرت كتاباتهم في الحياة الادبية والثقافية لردح طويل من الزمن . ومنهم العقاد والمازني وطه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي والرافعي ومحمد عبده وغيرهم كثير . في بداية ثورة الاتصالات التقنية , وانتشار الراديو وتيسير الاتصالات الهاتفية مع مطلع الخمسينات , سادت النزعة الاخبارية على الصحافة , وانحسرت قليلا اهمية المقالة " التحليلية والفكرية " لتوصف صحف تلك الحقبة بانها صحافة خبر , ولكن سرعان ما استعاد فن المقالة عافيته , وما زال حتى الوقت الراهن بعدما غدت المقالات تشكل وجبة غنية لا يمكن الاستغناء عنها في الصحف اليومية , والتي هي صحافة خبر بالدرجة الاساس , ناهيك عما تشكل من عمود فقري لمعظم المطبوعات الدورية والمجلات سيما الادبية منها .
فن الاالقاء

إنه المقت الذي أكبره الله سبحانه وتعالى وهو يشنع على عباده هذا الإنفصام بين الاقوال والأفعال ، إذ قال عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقت عند الله ان تقولو ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم .
2009/10/22
نبذة عن ( ماسبيرو )

وأطلق عليه هذا الاسم تيمنا بعالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو Gaston Maspero الذي كان رئيس هيئة الآثار المصرية

نبذة عن جاستون ماسبيرو
ولد جاستون ماسبيرو في عام 23 يونيو عام 1846م في باريس لأبويين ايطاليين هاجرا إلي فرنسا ، وقد أظهر ماسبيرو اهتماما خاصا بالتاريخ عندما كان في المدرسة ، وفي سن الرابعة عشر من عمره كان مهتما باللغة الهيروغليفية.
فاز ماسبيرو في المسابقة العامة للأدب وهو في الثالثة عشر من عمره ، وألتحق بمدرسة الأساتذة العليا (école normale supérieure) والتي قابل بها عالم الآثار أوجوست مارييت الذى أعطاه نصين هيروغليفيين أكتشفا حديثا بواسطة مارييت وكانا النصين صعب دراستهما فهمهما ولكن ماسبيرو أستطاع ترجمته في ثمانية أيام فقط مما أثار أعجاب مارييت به ، وقد قام ماسبيرو بدراسة المصريات وحده بإطلاعه على الآثار المصرية المحفوظة في متحف اللوفر ونقوش المسلة المصرية بميدان الكونكورد ، وبدأ أسمه يعرف في الأوساط العلمية بعد ترجمته لنصوص مارييت.
إعجب به علماء الكوليج دى فرانس وفكروا في شغله لكرسى علم المصريات بها ، ولكن لصغر سنه آنذاك قرروا منحه لقب أستاذ مساعد لمدة يومين شغل بعدها الكرسى وكان ذلك في عام 1874م
مجيئه إلى مصر
كان ماسبيرو يجيد اللغة العربية ولم يكن بعد قد زار مصر حتى جاءته الفرصة عندما مرض مارييت مدير مصلحة الآثار المصرية التي قام بتأسيسها
جاء ماسبيرو إلى مصر في 5 يناير من عام 1881م وكان ذلك قبل وفاة مارييت بثلاثة عشر يوما ، وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية وأمين المتحف المصري للآثار ببولاق وكان عمره حينها الرابعة والثلاثين .
أكمل ماسبيرو الحفريات التي كان يقوم بها مارييت في سقارة ووسع من نطاق البحث ، وكان مهتما بشكل خاص بالمقابر التي تحتوى على نصوص فرعونية مهمة تثرى اللغة الهيروغليفية وقد عثر على 4000 شطر قام بتصويرها وطباعتها.
قام ماسبيرو بإنشاء المعهد الفرنسى للآثار في القاهرة وكان أول مدير لهذا المعهد الذى لم يقتصر على الآثار الفرعونية بل أمتد لدراسة جميع الآثار المصرية سواء الأسلامية أو القبطية.
واصل ماسبيرو حفائر مارييت في معبدى إدفو وأبيدوس ، كما أستكمال أعمال مارييت في أزالة الرمال عن أبو الهول بالجيزة حيث أزال عنه أكثر من 20 مترا من الرمال محاولا إيجاد مقابر تحتها ولكن لم يجد ولكن حديثا عثر على عدد من المقابر في أماكن الحفر التي كان ينقب فيها ماسبيرو ، وقام بإعادة ترتيب المتحف المصري ببولاق ونقل محتوياته إلى متحف القاهرة الحالى ، كما أكتشفت في عهده خبيئة بالكرنك تحتوى على مئات التماثيل المنتمية لعصور مختلفة ونشر دراسات أثرية عديدة
مواجهته لسرقة الآثار
قام ماسبيرو بنشاط كبير لمواجهة السرقات التي كانت تحدث للآثار المصرية القديمة ، وقام بمساعدة العالم المصري أحمد كمال بك بنقل المئات من الموميات والآثار المنهوبة إلى المتحف المصري بالقاهرة ، وأستطاع أن يسن قانون جديدا صدر عام 1912م ينص على أن لا يسمح للأشخاص بالتنقيب ويقتصر التنقيب فقط على البعثات العلمية بعد الموافقة على مشروعها ، ولم يصبح من حق الحفارين الحصول على نصف ما يعثرون عليه لكنهم يحصلون فقط على القطع التي لها مثيل مكرر بمتحف القاهرة ، ولا يمنح القائم على الحفائر تأشيرة خروج من مصر إلا في حالة تركه الموقع الأثرى في صورة مُرضية ، مما أثار عليه غيظ وحقد المهربون الأجانب وتجار الآثار ، كما فرض مقابل لمشاهدة المناطق الآثرية لمواجهة النفقات التي يحتاجها للتنقيب وأعمال الصيانة.
في العام 1881م قبض ماسبيرو على عائلة عبد الرسول وهم من أشهر تجار الآثار وأستطاع أجبارهم بعد التعذيب على الأعتراف بالسرقات وحصل منهم على معلومات عن أحد أهم أكتشافات ماسبيرو وهى خبيئة في الدير البحري عثر فيها على مومياوات الملوك سقنن رع وأحمس الأول وتحتمس الثالث وسيتي الأول ورمسيس الثاني وغيرهم.
كانت هناك أحتكاكات ومنافسات بين الأنجليز الذين كانوا يحتلون مصر وبين الفرنسيين الذين كانوا يهيمنوا على إدارة الآثار المصرية فكانت نتيجة هذه الأحتكاكات الأنجليزية أن قدم ماسبيرو أستقالته عام 1892م ولكن ممثل فرنسا في مصر طالب بعودته وعاد فعلا إلى مصر في عام 1899م ، وفي نفس عام عودته قام ماسبيرو بتعيين هوارد كارتر كبير مفتشي الآثار في مصر العليا ، وكان هو أيضا الذى عرفه إلى اللورد كارنافون عام 1905م
عاد ماسبيرو إلى باريس عام 1914م وعين في منصب المستشار الدائم لأكاديمية الفنون والآداب
وفاته
توفى جاستون ماسبيرو في 30 يونيو عام 1916م ودفن في فرنسا ، وقد أطلق أسم ماسبيرو في مصر على مبنى الأذاعة والتلفيزيون بالقاهرة تكريما لأعماله الجليلة ومساهماته في البحث والمحافظة على الآثار المصرية القديمة. وسجل وجوده فى السينما المصرية فى الفيلم الروائى الطويل الرائع المومياء للمخرج العبقرى [[شادى عبد السلام]]
بداية الصحافة المصرية فى سطور

المرحلة التمهيدية للصحافة فى مصر:
الحملة الفرنسية على مصر سنة (1798م) تعد مصر هى أول دولة عربية تعرف الصحافة ، وارتبطت معرفتها بالصحافة من خلال الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م من خلال صحيفتين اصدرتهما الحملة.
الصحيفة الأولى: كانت صحيفة عسكرية صدرت باسم "كورييه دى ليجيبت" واصدرتها الحملة بعد شهر واحد من دخولها مصر ، وكانت تزود الجنود بالأخبار عن مصر وأقاليمها وتربط بينهم وبين قياداتهم كما كانت تنشر الأخبار والقرارات العسكرية ، فضلا عن بعض النوادر والفكاهات والتى تروح عن الجنود
الصحيفة الثانية: وكانت صحيفة علمية صدرت باسم "لاديكاد اجيبسيان" وصدرت فى اكتوبر من نفس العام وكانت تهتم بدراسة مصر من الناحية العلمية والتقافية والأدبية.
ومن الملاحظ أن كلا من الصحيفتين لم يوجها الى المصريين ، ولذا كانتا تصدران باللغة الفرنسية ولم يكن من المحريين فيهما مصرى واحد فلذا فلقد اعتبرت هذه الفترة بفترة التعارف بين المصريين والصحافة.
محاولة حدثت من القائد الثالث للحملة الفرنسية بتعويض هذا النقص باصدار صحيفة باللغة العربية وجعل لها اسم "التنبيه" ولكن ظروف الحملة لم تمهله ذلك وخرج الفرنسيين من مصر سنة 1801م بدون إصدار الصحيفة.
مرحلة البداية الفعلية للصحافة المصرية من (1822-1862):
وشهدت هذه المرحلة ثلاثة فترات هامة:
الفترة الأولى: عهد محمد على باشا:
محمد على وهو عهد ازدهار لمصر فى كافة المجالات سواءا الناحية الإقتصادية أو الثقافية أو العسكرية بهدف بناء الدولة الحديثة واستلزم لذلك عمل تنظيم ادارى للدولة مما استلزم تقديم ذلك فى صورة تقارير بما يحدث وتقدم لمحمد على وسميت هذه التقارير فى هذا الوقت بلفظ (جورنال) وكان فى بدايته شهريا ثم اسبوعيا حتى صار يصدر بعد ذلك يوميا.
ثم تطور الاسم فيما بعد ليصبح (جورنال الخديوى) ويتم طبع مائة نسخة منه بمطبعة القلعة وكان متضمنا الأخبار الرسمية وبعض قصص ألف ليلة وليلة.
أول صحيفة فعلية فى مصر: تعتبر أول جريدة فعلية توزع على الشعب هى (الوقائع المصرية) وصدرت سنة (1828م) وتم طباعتها فى مطبعة بولاق والتى أسسها محمد على وينشر فيها أخبار الحكومة والمحكومين وما يستجد من تجديدات فى أمور الدولة.
وكانت بدايتها تركية ثم تترجم للعربية وبلغ عدد النسخ المطبوعة (600) نسخة توزع على كبار رجال الدولة وعلى العلماء والعسكريين وتلاميذ المدارس.
وفى سنة (1840م) تولى رفاعة الطهطاوى رئاسة تحريرها وقام باصدارها باللغة العربية وترجمتها للتركية كما أضاف لها مقالات الرأى النقدية على غرار نشرها للأخبار فقط.
الصحيفة الثانية : هى الجريدة العسكرية والتى صدرت فى بداية حملة الشام سنة (1833م) وكانت تصدر مرتين فى الشهر وتنشر أخبار الفتوحات والانتصارات للجيش وتفاصيل الأمورالعسكرية ولكنها لم تستمر طويلا لانتهاء حملة الشام.
الفترة الثانية: عهد ابراهيم باشا ابن محمد على:
ابراهيم باشا
سار ابراهيم باشا على نهج ابيه الصحفى فبقيت الوقائع المصرية وكانت لاتزال تصدر الجريدة العسكرية.
وزادت صحيفة ثالثة وهى (الجورنال الجمعى) والذى سمى بذلك لأنه يصدر يوم الجمعة وهو صحيفة تجارية وزراعية يشتمل على اسعار الحبوب والحيوانات وأخبار الزراعة والأراضى الزراعية.
الفترة الثالثة: عهد سعيد باشا:
سعيد باشا
فكان أسوأ عهود الصحافة منذ عهد محمد على فلقد اختفى الجورنال الجمعى وكذلك قصرت الوقائع المصرية على عدد محدود من رجال الجيش.
كما أنه قام باهداء مطبعة بولاق إلى صديقه عبد الرحمن رشدى.
مرحلة نهوض وقوة الصحافة المصرية من (1863-1879):
الخديوى اسماعيل وهى مرحلة الخديوى اسماعيل حيث انتعشت فيها عهد الصحافة المصرية فكثر عددها حتى وصلت الى ما يقرب من 23 صحيفة.
وفى عهده انطلقت الصحف فى كافة المجالات سواء الصحف الرسمية او الصحف الأهلية وسواءا المؤيدة له او المعارضة وكذلك الصحف التى يملكها الأجانب.
والتى انقسمت الى قسمين:
(1) الصحف الرسمية:
(أ) الوقائع المصرية: والتى استرد اسماعيل مطبعة بولاق وعاود اصدارها ثانية ونشرت الأخبار المحلية ونقلت الموضوعات المهمة من الصحافة الأجنبية كما نشرت الأبحاث السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
(ب) يعسوب الطب : صدرت سنة (1865م) وتعد من أقدم الصحف الطبية المتخصصة فى الشرق.
(جـ) الجريدة العسكرية: صدرت سنة (1865م) واهتمت بأخبار النهضة العسكرية فى هذه الفترة وكانت توزع عن طريق ديوان الجهادية وقراؤها من جنود وضباط الجيش وتلاميذ المدارس العسكرية.
(د) مجلة روضة المدارس: صدرت سنة (1870م) تولى رئاسة تحريرها رفاعة الطهطاوى وكان الغرض من انشائها النهوض باللغة العربية واحياء ادابها ونشر المعارف الحديثة وكانت توزع مجانا على طلبة المدارس.
(هـ) جريدة أركان حرب الجيش المصرى: صدرت سنة (1873م) عن ديوان الجهادية كجريدة شهرية وكانت خاصة بالضباط وحدهم .
(2) الصحف الأهلية:
(أ) وادى النيل: صدرت سنة (1867م) لصاحبها هو عبد الله أبو السعود احد تلاميذ جمال الدين الأفغانى ولقد صدرت بإيعاذ من إسماعيل لتكون همزة الوصل بين الصحف الرسمية والأهلية.
(ب) نزهة الأفكار: صدرت سنة (1869م) لصاحبيها إبراهيم المويلحى وعثمان جلال وهى بداية الصحافة المستقلة عن الحكومة وكانت تنقد الخديوى والجيش.
(جـ) الكوكب الشرقى: صدرت سنة (1873م) لصاحبها سليم الحموى وهى أول الصحف المصرية اليومية.
(د) روضة الأخبار: صدرت سنة (1875م) لصاحبها محمد أنس ابن عبد الله أبو السعود بتأييد من الخديوى اسماعيل.
(هـ) الأهرام: صدرت سنة (1875م) لصاحبها الأخوان اللبنانيين سليم وبشارة تقلا وكانت تنشر الأخبار المحلية وهى من الجرائد التى ما زالت تصدر للآن.
(و) شعاع الكوكب: صدرت سنة (1876م) لصاحبها سليم الحموى وصدرت بد اغلاق الكوكب الشرقى وصارت على نفس نهجها.
(ز) صدى الأهرام: صدرت سنة (1876م) عن دار الأهرام وتشابهت معها فى موضوعاتها وإن كانت أصغر منها حجما.
(ح) أبو نظارة: صدرت سنة (1877م) لصاحبها يعقوب صنوع وكانت أول صحيفة كاريكاتورية فى العالم العربى.
(ط) مصر: صدرت سنة (1877م) لصاحبها أديب اسحاق وكانت تنقد الحكومة.
(ى) التجارة: صدرت سنة (1879م) لصاحبها أديب اسحاق بالاشتراك مع سليم النقاش وسارت على نهج صحيفة مصر فى نقد الحكومة.
(ك) الإسكندرية: صدرت سنة (1878م) لصاحبها سليم الحموى.
(ل) الوطن: صدرت سنة (1877م) لصاحبها ميخائيل عبد السيد وركزت اهتماماتها على الحرب الروسية التركية.
(م) مرآة الشرق: صدرت سنة (1879م) لصاحبها سليم فاخورى وكانت لسان حال الحزب الوطنى.
(ن) الكوكب المصرى: صدرت سنة (1879م) لصاحبها موسى كاستلى.
مرحلة صراع الصحف من (1880-1899):
الثورة العرابية
صدرت صحف كثيرة أثناء الثورة العرابية واختلفت لثلاثة أنواع:
عبد الله النديم
(1) صحف مؤيدة للثورة العرابية:
كالتنكيت والتبكيت للنديم ، الطائف ، المفيد ، السفير ، النجاح ، الفسطاط ، وكذلك الوقائع المصرية بعد تولى محمد عبده رئاسة تحريرها.
(2) صحف وقفت على الحياد:
كالاتحاد المصرى ، الحجاز ، مرآة الشرق ، الزمان ، الحضارة.
(3) صحف معارضة للثورة العرابية:
كالاعتدال والبرهان.
وبذلك انتهت مرحلة نشأة الصحافة المصرية بالاحتلال البريطانى لمصر.
لمحة عن الصحافة
.jpg)
الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها. الصحافة قديمة قدم العصور والزمن، ويرجع تاريخها إلى زمن البابليين حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها. أما في روما فقد كانت القوانين وقرارات مجلس الشيوخ والعقود والأحكام القضائية والأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها. أصيبت هذه الفعالية بعد سقوط روما، وتوقفت حتى القرن الخامس عشر، وفي أوائل القرن السادس عشر وبعد اختراع الطباعة من قبل غوتنبيرغ في مدينة ماينز بألمانيا ولدت صناعة الأخبار والتي كانت تضم معلومات عن ما يدور في الأوساط الرسمية, وكان هناك مجال حتى للإعلانات.
في حوالي عام 1465م، بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة وعندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية، أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي وكان ذلك في بدايات القرن السادس عشر. وفي القرنين السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوروبا و أمريكا، وأصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها, وقد كانت الثورة الفرنسية حافز لظهور الصحافة الحديثة، كما كانت لندن مهداً لذلك.
في عام 1702 ظهرت في لندن صحيفة الديلي كوران Daily Courant أولى الصحف اليومية في العالم, أما صحيفة التايمز Times فقد أسست في عام 1788 ، وفي عام 1805 ظهرت صحيفة الكوريية Courier، وفي عام 1814 استخدمت آلات الطباعة البخارية لطباعة صحيفة التايمزاللندنية.
الصحافة العربية
بدأت الصحافة العربية منذ العقد الثاني من القرن التاسع عشر، حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق، باللغتين العربية والتركية، وذلك عام 1816، بعدها ومع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798, حيث أصدرت في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية. في عام 1828 أصدر محمد علي باشا صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية، وفي عام 1867 صدرت في دمشق جريدة سوريا , وعام 1865 صدرت في حلب ب سورية جريدة فرات وبعدها صدرت في حلب كذلك الشهباء , وجريدة الفي عام 1885 أصدر رزق الله حسون في استنبول جريدة عربية أهلية باسم مرآة الأحوال العربية. وفي بدايات قرن العشرين كثر عدد الصحف العربية وخصوصاً في سورية ومصر، فصدرت المؤيد و اللواء و السياسة و البلاغ و الجهاد والمقتبس وغيرها . ومن الصحف القديمة والتي لا زالت تصدر في مصر جريدة الأهرام والتي صدرت لأول مرة في عام 1875 .
الجزائر صدرت جريدة المبشر عام 1847 وكانت جريدة رسمية فرنسية, ثم صدرت جريدة كوكب أفريقيا عام 1907 وكانت أول جريدة عربية يصدرها جزائري.
لبنان صدرت جريدة حديقة الأخبار عام 1858 . تم تبعها العديد من الصحف منها نفير سوريا والبشير, وحاليا تصدر جريدة النهار والأنوار والعديد من الصحف والمجلات الأخرى.
تونس صدرت جريدة باسم الرائد التونسي عام 1860.
سوريا بدمشق صدرت جريدة سوريا عام 1865, ثم تبعها العديد من الصحف منها غدير الفرات والشهباء والاعتدال في حلب وصدرت صحف كثيرة متخصصة في دمشق و حلب و حمص و حماة و اللاذقية وصلت إلى أكثر من 300 جريدة ودورية .
ليبيا صدرت أول جريدة طرابلس الغرب عام 1866.
العراق جورنال عراق 1816، ثم صدرت صحيفة الزوراء عام 1869 تبعها عدة صحف منها جريدة الموصل والبصرة وبغداد والرقيب.
( كوردستان) صدرت أول صحيفة كوردية باسم (كوردستان في 22/4/1898 ، و الآن يصدر في كوردستان العراق مئات الصحف و المجلات كا ( التآخي، خة بات (النضال)، كوردستانى نوى (كوردستان الجديدة، هاولاتي (المواطن)، رةسةن (الاصالة) و غيرها
المغرب صدرت جريدة المغرب عام 1889.
فلسطين صدرت جريدة النفير عام 1908.
الأردن صدرت أول جريدة في عمان باسم الحق يعلو عام 1920.
المملكة العربية السعودية صدرت أول جريدة رسمية باسم جريدة القبلة ثم غير اسمها إلى جريدة ام القرى عام 1924.
اليمن صدرت جريدة الأيمان عام 1926.
الكويت صدرت جريدة الكويت عام 1928.
البحرين صدرت جريدة البحرين عام 1936.
حرية الصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة لحرية التعبير و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الجمعيات و تمتد لتشمل المنظمات بث الأخبار و تقاريرها المطبوعة. و تمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر.وفيما يتعلق بالمعلومات عن الحكومة فمن صلاحية الحكومة تحديد ماهي المعلومات المتاحة للعامة وما هي المعلومات المحمية من النشر للعامة بالإستناد إلى تصنيف المعلومات إلى معلومات حساسة و سرية للغاية و سرية أو محمية من النشر بسبب تأثير المعلومات على الامن القومي. تخضع العديد من الحكومات لقوانين إزالة صفة الحرية أو قانون حرية المعلومات الذي يستخدم في تحديد المصالح ا لقومية.
مباديء أساسية ومعايير
حرية الصحافة بالنسبة للعديد من البلدان تعني ضمناً بأن من حق جميع الأفراد التعبير عن أنفسهم كتابةً أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن الرأي الشخصي أو الإبداع. وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ان : "لكل فرد الحق في حرية الرأي و التعبير، ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل و البحث عن و تسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود". وعادة ما تكون هذه الفلسفة مقترنة بتشريع يضمن درجات متنوعة من حرية البحث العلمي و النشر و الطباعة، أما عمق تجسيد هذه القوانين في النظام القضائي من بلد لآخر فيمكن أن تصل إلى حد تضمينها في الدستور. غالباَ ما تغطى نفس القوانين مفهومي حرية الكلام و حرية الصحافة مايعني بالتالي معالجتها للأفراد ولوسائل الإعلام على نحو متساو. والى جانب هذه المعايير القانونية تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية معايير أكثر للحكم على مدى حرية الصحافة في مناطق العالم. فمنظمة صحفيون بلا حدود تأخذ بعين الإعتبار عدد الصحفيين القتلى أو المبعدين أو المهددين ووجود إحتكار الدولة للتلفزيون و الراديو إلى جانب وجود الرقابة و الرقابة الذاتية في وسائل الإعلام و الاستقلال العام لوسائل الإعلام و كذلك الصعوبات التي قد يواجهها المراسل الاجنبي. أما منظمة Freedom House فتدرس البيئة السياسية و الاقتصادية الأكثر عمومية لكل بلد لغرض تحديد وجود علاقات إتكالية تحد عند التطبيق من مستوى حرية الصحافة الموجودة نظرياً من عدمه. لذا فإن مفهوم استقلال الصحافة يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمفهوم حرية الصحافة.
الصحافة كسلطة رابعة
يستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام عموماً) بفروع مونتيسيكيو الثلاثة للحكومة وهي: التشريعية و التنفيذية والقضائية. وقد قال إدموند بروك بهذا الصدد: "ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان، ولكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعاً". إن تطور الإعلام الغربي كان موازياً لتطور الليبرالية في أوروبا و الولايات المتحدة. وقد كتب فرد. س. سايبرت في مقالة بعنوان النظرية الليبرالية لحرية الصحافة: "لفهم المباديء التي تحكم الصحافة في ظل الحكوما الديمقراطية، ينبغي للمرء أن يفهم فلسفة الليبرالية الأساسية والتي تطورت طوال الفترة بين القرن السابع عشر و القرن التاسع عشر". لم تكن حرية التعبير حقاَ تمنحه الدولة بل حقاً يتمتع به الفرد وفق القانون الطبيعي. لذا كانت حرية الصحافة جزءاً لا يتجزء من الحقوق الفردية للإنسان التي تدعمها الآيديولوجيا الليبرالية . إن الفكرة الليبرالية للحرية تتمثل في الحرية السلبية أو بمعنى آخر على أنها الخلاص من الإضطهاد، حرية الفرد في التطور من دون معوقات. وتعتبر هذه الفكرة مضادة لبعض الفلسفات مثل الفلسفة الإشتراكية للصحافة.
حرية الصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة لحرية التعبير و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الجمعيات و تمتد لتشمل المنظمات بث الأخبار و تقاريرها المطبوعة. و تمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر.وفيما يتعلق بالمعلومات عن الحكومة فمن صلاحية الحكومة تحديد ماهي المعلومات المتاحة للعامة وما هي المعلومات المحمية من النشر للعامة بالإستناد إلى تصنيف المعلومات إلى معلومات حساسة و سرية للغاية و سرية أو محمية من النشر بسبب تأثير المعلومات على الامن القومي. تخضع العديد من الحكومات لقوانين إزالة صفة الحرية أو قانون حرية المعلومات الذي يستخدم في تحديد المصالح ا لقومية.
مكانة حرية الصحافة في أنحاء العالم
تقوم منظمة مراسلون بلا حدود كل عام بنشر تقريرها الذي تصنف فيه بلدان العالم وفق شروط حرية الصحافة. ويستند التقرير على نتائج الإستبيانات المرسلة إلى الصحفيين الإعضاء في منظمات مماثلة لـ "مراسلون بلا حدود" بالإضافة إلى بحوث الباحثين المختصين و القانونيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان. يتضمن الإستبيان أسئلة حول الهجمات المباشرة على الصحفيين ووسائل الإعلام بالإضافة إلى مصادر الضغط الأخرى على حرية الصحافة مثل الضغط على الصحفيين من قبل جماعات غير حكومية. وتولي مراسلون بلا حدود" عناية فائقة بأن يتضمن تقرير التصنيف أو "دليل حرية الصحافة" الحرية الصحفية وأن يبتعد عن تقييم عمل الصحافة. في عام 2003 كانت الدول التي تتمتع بصحافة حرة تماماً هي فنلندا، آيسلندا، هولندا، النرويج. وفي عام 2004 إحتلت إلى جانب الدول المذكورة دول الدنمارك وايرلندا و سلوفاكيا و سويسرا أعلى قائمة الدول ذات الصحافة الحرة وتلتها نيوزلندا و لاتفيا. أما الدول الأقل في مستوى حرية الصحافة 2006 فقد تقدمتها كوريا الشمالية لتليها كوبا و بورما و تركمانستان و أريتيريا والصين و فيتنام و النيبال و السعودية و إيران.
الدول غير الديمقراطية
وفقاً لتقارير "مراسلون بلا حدود" فإن ثلث سكان العالم يعيشون في بلدان تنعدم فيها حرية الصحافة. والغالبية تعيش في دول ليس فيها نظام ديمقراطي أو حيث توجد عيوب خطيرة في العملية الديمقراطية. تعتبر حرية الصحافة مفهوماً شديد الإشكالية لغالبية أنظمة الحكم غير الديمقراطية، سيما و ان التحكم بالوصول إلى المعلومات في العصر الحديث يعتبر أمراً حيوياً لبقاء معظم الحكومات غير الديمقراطية و يصاحبها من أنظمة تحكم و جهاز أمني. ولتحقيق هذا الهدف تستخدم معظم المجتمعات غير الديمقراطية وكالات إخبارية تابعة للحكومة لتوفير الدعاية اللازمة للحفاظ على قاعدة دعم سياسي و قمع (وغالباً ما يكون بوحشية شديدة عن طريق استخدام أجهزة الشرطة والجيش و وكالات الإستخبارات) أية محاولات ملحوظة من قبل وسائل الإعلام أو أفراد لتحدى "خط الحزب" الصحيح في القضايا الخلافية. وسيجد الصحافيون العاملون في هذه البلدان على حافة المقبول أنفسهم غالباً هدفاً لتهديدات متكررة من قبل عملاء الحكومة. و قد تتراوح هذه المخاطر بين تهديدات بسيطة على مستقبلهم المهني (الطرد من العمل، وضع الصحفي على القائمة السوداء) لتصل إلى التهديد بالقتل والخطف و التعذيب و الإغتيال. وقد اعلنت "مراسلون بلا حدود" أن 42 صحفياً قتلوا في عام 2003 لا أثناء تأديتهم لواجبهم كما أودع في نفس العام 130 صحفياً السجون بسبب نشاطاتهم المهنية.
نظرة تاريخية
الثورة الإنجليزية في عام 1688 نتج عنها سيادة البرلمان على التاج و فوق كل شيء حق التطور. كان جون لوك الملهم الرئيس لليبرالية الغربية. لأنه قرر منح بعضاً من حقوقه الأساسية في الدولة الطبيعية (الحقوق الطبيعية) للصالح العام، فقد وضع الفرد بعضاً من حقوقه في عهدة الحكومة. ودخل الناس عقداً إجتماعياً مع صاحبة السيادة (أو بمعنى آخر الحكومة) تضمن بنوداً لحماية هذه الحقوق الفردية نيابةً عن الناس حسبما كتبه جون لوك في كتابه اتفاقيتا الحكومة. كان لدى إنكلترا ولغاية العام 1694 نظاماً مفصلاً لمنح الإجازات. ولم يكن بالإمكان نشر أي منشور بدون رخصة من الحكومة. وقبل خمسين عاماً أثناء الحرب الأهلية كتب جون ميلتون كراسه المعنون Areopagitica . وقد إنتقد ميلتون في كراسه ذاك نظام الرقابة الذي تفرضه الحكومة وسخر من تلك الفكرة حينما كتب يقول "فيما يمكن للمدينين و الجانحين أن يسافروا إلى خارج البلاد من دون وصي، فأن الكتب غير المسيئة لو أرادت أن تمشي خطوات فإنها لا يمكنها ذلك من دون سجان مرئي فوق عناوينها". ورغم أن المقالة تلك لم يكن لها تأثير كبير حينها في وقف ممارسة منح التراخيص الحكومية للمنشورات، إلا أنها ستُعد فيما بعد من الأعمدة الرئيسية لحرية الصحافة. حجة ميلتون القوية تمثلت في قوله بأن الفرد قادر على التعامل المنطقي وتمييز الخطأ من الصواب و السيء من الجيد. و لكي يكون من الممكن ممارسة هذا الحق المنطقي ينبغي أن تكون للمرء الحرية الكاملة للإطلاع على آراء في "مواجهة حرة و مفتوحة". وقد نشأت عن كتابات ميلتون مفهوم "السوق المفتوحة للآراء": حينما يتجادل الناس مع بعض فإن الحجج الجيدة هي التي تسود. من أنواع التعبير الذي كان مقيداً في إنكلترا ذلك الذي يحظره قانون التشهير التحريضي والذي جعل من مسألة إنتقاد الحكومة جريمة يحاسب عليها القانون. وكان الملك فوق كل الإنتقادات وكانت التصريحات التي تنتقد الحكومة محظورة بقانون محكمة Star Camber (وهي محكمة قانونية في القصر الملكي في ويستمنستر بدأت أولى جلساتها عام 1487 وز إنتهت أعمالها في 1641 حينما ألغيت المحكمة). لم تكن الحقيقة المجردة دفاعاً قوياً أمام قانون التشهير التحريضي، لان هدف القانون كان منع ومعاقبة كل إنتقاد يوجه إلى الحكومة. تعاطي ستيوارت مل مع إشكالية السلطة في مواجهة الحرية كان ينبع من وجهة نظر القرن التاسع عشر النفعية: أي للفرد حق التعبير عن نفسه طالما أنه لا يؤذي الآخرين. والمجتمع الجيد هو المنجتمع الذي يتمتع فيه أكبر عدد من أفراده بأكبر قدر من السعادة. بتطبيق المباديء العاتمة لحرية الفرد يقول ستيوارت مل بأننا لو أسكتنا رأياً واحداً فإننا نكون بذلك قد أسكتنا حقيقة. ولهذا فإن حرية الفرد في التعبير من هذا المنطلق أمر صحي وفي صالح المجتمع. وفي كتابه (حول الحرية) عبّر مل عن تطبيق المباديء العامة لحرية التعبير حين كتب قائلاً: " إذا كان البشرية جمعاء متفقين على رأي معين و هناك شخص واحد له رأي مغاير فليس بيد البشرية أي مبرر لإسكات رأي هذا الفرد بالضبط كما أنه ليس من حق ذلك الفرد و ليس مبرراً له إسكات البشرية جعاء".
ألمانيا النازية
دكتاتورية أدولف هتلر قمعت حرية الصحافة بشكل كامل. فلم يكن مسموحاً للصحفيين كتابة أي شيء ضد هتلر و إلا كانوا سيخاطرون بالتعرض للسجن و حتى الموت. وكان النازيون هم دائما من يستغل الدعاية في صحفهم ووسائل الإعلام الأخرى.
الولايات المتحدة الأمريكية
صدرت أول صحيفة في المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية وكانت "السلطة" تصدرها أي بمعنى أنها كانت تصدر بموجب ترخيص من الحكام الاستعماريين. وأول صحيفة دورية صدرت كانت (Boston News- Letter) وكان يصدرها جون كامثبيل، وكانت صحيفة أسبوعية بدأ صدورها عام 1704. وكان الحكام الاستعماريون الأوائل إما مدراء دوائر بريد أو ناشرين حكوميين، ولهذا كان من غير المحتمل أن يتحدوا سياسات الحكومة. أول صحيفة مستقلة صدرت في المستمعرات البريطانية كانت صحيفة (New-England Courant) وكان يصدرها في بوسطن جيمس فرانكلين صدر أول عدد منها عام 1721. بعدها بسنوات قليلة إشترى شقيق فرانكلين الأصغر – بنيامين- صحيفة (Pennsylvania Gazette) التي كانت تصدر في فيلادلفيا والتي أصبحت صحيفة بارزة في العهد الاستعماري. تم خلال تلك الفترة إلغاء نظام التراخيص للصحف فتسنى لها الصدور بحرية ونشر ما تريد من وجهات نظر مخالفة ولكنها كانت خاضعة للعقوبات بموجب قانون التشهير أو حتى قانون التحريض إذا كان ما تنشره من آراء يشكل تهديداً للحكومة. ويعود مفهوم "حرية الصحافة" الذي تم تضمينه في دستور الولايات المتحدة بالأصل إلى قضية محاكمة جون ثيتر زينتر من قبل الحاكم الاستعماري في نيويورك في عام 1735. وقد حصل زيتر على حكم بالبراءة من التهم الموجهة إليه بعد ان دفع محاميه أمام المحلفين (وخلافاً للقانون الإنكليزي العريق) بالقول أنه ليس هناك أي تشهير حينما يتم نشر الحقيقة. ولكن حتى بعد هذه القضية الإحتفالية تمسك الحكام الاستعماريون و الجمعيات الوطنية بصلاحية مقاضاة وحتى سجن الناشرين الذين ينشرون وجهات نظر مغايرة للحكومة. وخلال الثورة الأمريكية إعترف القادة الثوريون بالصحافة الحرة كعنصر من عناصر الحرية التي سعوا للحفاظ عليها. وقد جاء في إعلان فيرجيينا للحقوق (في 1776) بان: "حرية الصحافة إحدى أهم أسس الحرية ولا أحد يقيدها أبداً سوى الحكومات الإستبدادية". وعلى نفس المنوال ورد في دستور ماساشوسيتس (في عام 1780): " إن حرية الصحافة أمر أساسي لضمان الحرية في الدولة: ولهذا يجب ان لا يتم تقييدها في هذا الكومنولث". وعلى هدى هذين المثالين حرم التعديل الأول على الدستور الأمريكي؛ الكونغرس، من سلطة إختزال حرية الصحافة وكذلك حرية التعبير المرتبطة بها إرتباطاً وثيقاً.